محمد صلاح سالم، عين للدراسات والبحوث، 2002، 248 ص.
يبدأ هذا الكتاب بالتأكيد على أن "العالم يشهد تحولا جذريا في أساليب وآليات وطرق العمل، وإن الدافع الأول والمحرك الأساسي لهذا التحول هو ثورة الانفجار المعرفي الذي شهدته حقبة التسعينيات من القرن الماضي، وما ستفرزه أدوات الحضارة في بداية القرن الحادي والعشرين".
إن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يقول الكاتب، قد غيرت الكثير من المفاهيم التقليدية التي كونها الإنسان عن البيانات والمعلومات. إذ تزايدت معدلات تدفق البيانات متناهية الصغر، فتحولت إلى معارف متراكمة نقلت البشرية من طور إلى طور.
إن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يتابع المؤلف، قد "خرجت من أسر المعامل المتخصصة والجامعات العملاقة إلى الشارع والبيت، وأصبحت أداة من أدوات العمل والإنتاج بل والترفيه والتسلية، وتركت عقول العلماء من ذوى الشعر الأبيض المنكوش، لتكون في متناول الشباب بل والأطفال الصغار".
ومعنى ذلك أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد مكنت الإنسان من العديد من التطبيقات، وخلصته من المفاهيم العلمية المعقدة والمركبة والتي كانت تتضمنها هذه التطبيقات.
إن المعلومات، يؤكد الكاتب، "ستظل الدعم الأساسي لصانعي ومتخذي القرار، ومع تطور تكنولوجيا صناعة المعلومات والطفرة الكبيرة في أساليب نقلها وتداولها والإمكانيات الهائلة للحاسبات الآلية بمختلف أشكالها وظهور التطبيقات الجديدة ونظم المعلومات ودعم اتخاذ القرار، سيساعد ذلك كثيرا في الوصول إلى القرار الأفضل وفى الوقت المناسب للتعامل مع الأزمات والكوارث والحوادث الطارئة".
بالتالي، فإن العصر الرقمي وثورة المعلومات إنما هما مصطلحان يشيران إلى التحولات الكبيرة التي شهدها العالم بفضل التقدم التكنولوجي والتطور في مجال تكنولوجيا المعلومات. ولذلك، يحدد الكاتب العصر الرقمي في "الفترة الزمنية التي انتقل فيها الاقتصاد والمجتمع والثقافة إلى الاعتماد الشديد على التكنولوجيا الرقمية والإنترنت...كما أنه يعبر عن انتشار الأجهزة الذكية والإنترنت والذي ساهم في تحويل الحياة اليومية والعمل والترفيه والتواصل".
أما ثورة المعلومات فتشير إلى التغييرات الجذرية في كيفية إنتاج ونقل واستخدام المعلومات بفضل التكنولوجيا الرقمية، لا سيما في ظل وصول أدوات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الويب ووسائل تخزين واسترداد المعلومات والبيانات.
أما عن تأثيرات هذا العصر والتكنولوجيا المواكبة له، فيلاحظ المؤلف أنها أدت إلى:
°- تغيير في نمط العمل والتعليم من خلال العمل عن بعد والتعليم عبر الإنترنت
°- زيادة التواصل الاجتماعي والتفاعل الإلكتروني بين الأفراد والثقافات
°- تقدم الطب من خلال تقنيات الرعاية الصحية الرقمية
°- تحول كبير في قطاع الأعمال نحو التجارة الإلكترونية واعتماد التسوق عبر الإنترنت.
أما الامتيازات التي يوفرها هذا العصر، فهي لا تقع تحت حصر، يقول الكاتب: التعاون المبسط، الوصول الآني للبيانات والمعطيات، الاقتصاد في التكاليف، التكامل في الخدمات السحابية، ضمان الأمن والمراقبة، توفير إمكانات التحديثات الآنية والفورية.
ويخلص الكاتب إلى أن هذا العصر والمستجدات التكنولوجية التي حملها معه، لا تمثل إلا البدايات الأولى. إذ من شأن الإبداعات المستمرة والبحوث الجارية أن تفرز خدمات وسلع جديدة لم يعهدها الإنسان طيلة العهود السابقة.