تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"السلطة الخامسة: كيف تحولت البيانات الضخمة إلى قوة؟"

لجنة الإعلام الرقمي، غرفة الرياض، مارس 2021، 56 ص.

يطلق مصطلح البيانات الضخمة على مجموع البيانات التي يفوق حجمها أو نوعها قواعد البيانات التقليدية، المتعارف عليها، ولا يمكن معالجتها بكفاءة باستخدام التكنولوجيا التقليدية.

إنها أصول معلوماتية كبيرة الحجم وسريعة التدفق وكثيرة التنوع، وتتطلب طرق معالجة مجدية اقتصاديا ومبتكرة من أجل اتخاذ القرارات.

إنها مجموعة من البيانات لها خصائصها الفريدة (مثل الحجم، السرعة، التنوع، التباين، صحة البيانات... إلخ)، ولا يمكن معالجتها بكفاءة باستخدام التكنولوجيا الحالية والتقليدية لتحقيق الاستفادة منها.

ثم هي مجموع البيانات التي تتميز بكونها فائقة (حجماً وسرعة أو تنوعاً)، بالقياس إلى أنواع مجموعات البيانات معهودة الاستخدام.

لكي تزدهر البيئة الجديدة التي تعتمد على البيانات في علوم القرن الحادي والعشرين، تحتاج الدول إلى تطوير مهارات جديدة وفهم القواعد التي تخضع لها البيانات وكيف يتم ترميزها وإيصالها وعلاقتها بالفضاء المادي.

يتم تحليل البيانات الضخمة باستخدام تقنيات تحليلية متقدمة، مقابل مجموعات بيانات منظمة وغير منظمة وكبيرة ومتنوعة، من مصادر مختلفة وأحجام مختلفة، لاتخاذ قرارات أفضل وأسرع.

ثم هي بيانات لا يمكن الاستفادة منها بصورتها الأولية قبل المعالجة. يمكن الاستفادة منها بعد المعالجة فقط، من أجل استنباط العلاقات المختلفة بين الظواهر القائمة أو المحتملة، ثم البناء على النتائج من أجل اتخاذ القرارات المناسبة.

أما خصائصها، فتتمثل أساسا في الحجم، إذ يحتوي الفضاء الألكتروني على ما يقارب من 40 ألف زيتابايت من البيانات الجاهزة للتحليل والمعالجة. إنها بيانات ضخمة للغاية، لا تستطيع التكنولوجيات التقليدية لا تجميعها ولا معالجتها ولا تخزينها ولا استغلالها. ولذلك، فهي غالبا ما تلجأ لخوارزميات وبرمجيات متقدمة من شأنها القيام بهذه الوظائف المعقدة.

وتتمثل أيضا في السرعة ثم التنوع، حيث نعاين أحجاما ضخمة من النصوص والصور والفيديوهات والرسائل ومختلف البيانات الشخصية المرتبطة بالفرد أو بالجماعة.

يجب أن نلاحظ هنا أن الإنسان ليس هو من ينتج المعلومات، الأجهزة المرتبطة به هي التي تفرزها وتنتجها: في علاقة الإنسان بالآلة تنتج المعلومة.

يجب أن نلاحظ أيضا أن جزءا بسيطا من المعطيات المتوفرة والمجمعة هي التي غالبا ما يتم تقييمها أو استغلالها، وذلك إما بسبب تواضع الحاجة لذلك، أو لأن هذه المعطيات تتجاوز ما يحتاجه الإنسان لاتخاذ قراراته أو استشراف مستقبله.

في علاقة المعطيات الضخمة بالذكاء الاصطناعي، يجب أن نلاحظ أن أجهزة الحواسيب قد تم تطعيمها منذ سنين بعيدة، بمستويات ذكاء تحاكي ذكاء الإنسان ولربما تتجاوزه في أحايين عدة. بيد أن اللجوء لتقنيات الذكاء الاصطناعي إنما الغرض منه توليد سبل استعمال اللغة الإنسانية عوض لغة البرمجة الحاسوبية.

الفائدة المرجوة هنا هي البناء على المعطيات الضخمة، واللجوء إلى الذكاء الاصطناعي لتوفير إمكانية التنبؤ بالأزمات وتحليلها ومحاولة السيطرة عليها.

بيد أن لهذه الاستخدامات مخاطر عدة على الفرد، لعل إحداها تلك التي تطال معطياته الشخصية أو تستعمل لأغراض تكون المعطيات إياها هي موادها الأولية. من هنا ضرورة التساؤل في حدود الذكاء الاصطناعي وحدود الجمع اللامتناهي للمعطيات والبيانات.

يمكنكم مشاركة هذا المقال