تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"يوميات طوفان الأقصى" (81)

11 أبريل 2025

"المؤشر"...إذا نزل، نلت المنى...إذا صعد، فأنت حتما من الخاسرين...كي يصعد المؤشر، يكفي أن تكون صاحب ملك، حتى وإن كان من مساحة قبر...كي ينزل، يجب أن تكون معدما على رؤوس الأشهاد...كل ذلك، كي تنال رضى المؤشر، وتحصل على ال 500 درهما التي تصرفها لك الدولة عدا ونقدا...ال 500 درهما هذه هي رمز الدولة الاجتماعية التي وعدونا بها...هي تباشير منظومة توزيع الثروة التي بتنا نعرف أين توجد...هي التي ستقلص الفروقات وتفتح الباب أمام العيش الرغيد، أو بعضا منه على الأقل...عندما ينتظم الناس صفا صفا، لاستخلاص ال 500 درهما، تكون الحسابات البنكية الشخصية تستقبل تحويلات بالملايين، ودون الحاجة للانتظام بالصفوف...ما تسرب من معطيات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، عن أجور لا تسعها عشرات "الخناشي"، يقسمنا إلى شطرين: شطر ال 500 درهما شهرية، وشطر الملايين...هي أرزاق دون شك... لكنها خاضعة لحسابات "المؤشر"...لمقاصده...للدهاة الذين وضعوه.

13 أبريل 2025

مند وقع المغرب "بروتوكول إبراهيم" مع إسرائيل، تفتقت القرائح وتحررت الألسن...هذا يحدثك عن تاريخ اليهود في المغرب...آخر يروي لك قصة رحيلهم عن بلدهم الأصل...ثالث يحاضر في مدى تعايشهم مع المسلمين بمناطق تواجدهم...رابع تخصص في توصيف الحياة في الملاح...خامس لا يمل من تذكيرنا بأن محمد الخامس رحمه الله هو الذي حماهم، ولم يضع تمييزا بينهم وبين باقي المغاربة...سادس انبرى ليعدد مصادر المصلحة في المتاجرة معهم...سابع يعدنا بقرب صدور رواية له مسروق عنوانها من رواية غسان كنفاني فيما يبدو...أما قنوات العرايشي، فلا تخلو نشرة أخبار دون الإشارة إلى اليهود المغاربة بهذا الشكل أو ذاك ... وهكذا ... لقد تحول المغرب إلى ورشة كبرى، مادتها الأولية والأخيرة "اليهود المغاربة"، تاريخا وجغرافيا ومطبخا ولباسا وعادات وتقاليد...إنه موضوع الساعة، موضوع المواضيع دون منازع ... سالت مهدي المنجرة رحمه الله، ونحن نتجول بسيارته بأحد شوارع الرباط، عن رأيه في مجموعة أسماء...سألته عن عبد الهادي التازي رحمه الله ...سكت ثم أجابني: عبد الهادي التازي من النوع الذي إذا قدم للحسن الثاني رحمه الله في وجبة غذائه، سمك من نوع معين، انبرى للبحث عن سر لونه، وحجم أعينه وطول ذيله، ومسار رحلاته تبعا للتيارات البحرية وتيارات الريح، وعلى ماذا يقتات، وكيف يتناسل وكم من بيضة يضع، وكيف يتلون حسب الفصول...ثم يجمع المادة على المادة ويصيغ موسوعة من 10 أجزاء عن "تاريخ السمك"...استغرب المنجرة رحمه الله، عندما فاجأته بالقول بأن هذه الموسوعة لا تعنيني، لأننا في البادية لا نعرف سمك عبد الهادي التازي...لا نعرف إلا السردين وكابايلا.

13 أبريل 2025

بين الجزائر والمغرب حرب باردة طاحنة...حرب إعلامية لا تنتهي، يجندان لها منابر الصحافة التقليدية وما استجد من مواقع وتطبيقات...وحرب معلوماتية يدفع كل طرف لتأجيجها، كل ما توفر لديه من هاكرز وسبل تحايل على كلمات السر، لضرب هذا الموقع الحساس أو ذاك...لو توفرت للطرفين، سبل ولوج شبكات تدبير المرافق الحيوية، لما ترددا في استهدافها، حتى وإن ترتب على ذلك ضرب السدود أو تلويث المياه أو قطع الكهرباء أو توقيف حركة القطارات...لقد استنفذ الطرفان كل ما لديهما، ولم يبق في الجداول سوى الإعلان عن الحرب العسكرية المباشرة والدفع بالجيوش بغرض إيذاء بعضهما البعض...لن أعلق...أقول فقط: هذا عيب...يجب أن تتوقف هذه المهزلة...لقد أصبحنا أضحوكة بين الأمم...من ينفخ في النار من الطرفين، لم يدرك بعد أهوال الحروب ومآسيها...لينظر كل طرف إلى ما يجري في محيطه من اقتتال وعنف...ولا تغرنه خردة سلاح، ستتلاعب بمفاتيحها شركات الأسلحة، لترجيح كفة هذا أو تغليب كفة ذاك...أما حكاية من بدأ وبادر، فهي مروية من يقتات على التوتر، ولا مصلحة له في درء نيران الفتنة.

نافذة "رأي في الشأن الجاري"

14 أبريل 2025

يمكنكم مشاركة هذا المقال