تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"يوميات طوفان الأقصى" (48)

3 شتنبر 2024

مظاهرات ضخمة بإسرائيل ضد رئيس حكومتهم، عقب مقتل ستة أسرى...يضغطون بجهة إبرام صفقة لإطلاق سراح ما يسمونهم بالمختطفين...المتظاهرون لم يخرجوا تضامنا مع أهل غزة، ولا حقنا لدماء ما تبقى من سكانها، ولا لإيقاف حرب جائرة طال أمدها...أبدا...خرجوا للضغط بزاوية إبرام صفقة لاسترجاع أبنائهم فقط...لو كان لديهم من سبيل لاسترجاع هؤلاء دون إيقاف الحرب، لاعتمدوه...بدليل أن أكثر من 70 بالمائة من الإسرائيليين يؤيدون هذه الحرب الظالمة، ولا يمانعون في استمرارها...إنهم يطالبون بصفقة "لتحرير المختطفين"، وليس لإيقاف الحرب...يجب أن ندقق ونحترز في التوصيف: إنهم لا يطالبون بوقف الحرب شفقة ورحمة من لدنهم، بل لأنه المدخل الأوحد لتخليص رهائنهم من يد المقاومة...ما سوى ذلك، فهم جميعا شركاء في الجريمة...ولا مانع لديهم في أن تستمر...

4 شتنبر 2024

عندما تضع الحرب الكونية على غزة أوزارها، هل بإمكاننا قياس نتائجها بمقياس الهزيمة والنصر، أي بمقياس من انهزم ومن انتصر؟...وارد... إذ سيدعي كل طرف أنه أدرك أهدافه، جلها أو بعض منها على الأقل...ستدعي إسرائيل أنها لم تدرك كل أهدافها في تحرير الأسرى وتقويض بنية المقاومة، لكنها عادت لغزة وبها ستبقى لحين تسليم السلطة لطرف ثالث موال لها، أو ترضى عن سلوكه...وستدعي المقاومة أنها انتصرت، لأنها لم تمكن إسرائيل من أهدافها ولم تسمح لها بإدراك مراميها...ويكفيها أنها صمدت أمام ترسانتها العسكرية الضخمة، المسنودة عالميا، لما يناهز السنة من الزمن...ستدعي أيضا أنها وإن ترتب عن صمودها تدمير غزة بالكامل، والإجهاز على الآلاف من المدنيين، فإنها أحيت القضية بعدما أوشكت على الموات...إنها فرضت معادلة لا يمكن التحايل عليها في القادم من حسابات...بيد أن هذه الادعاءات لا تؤشر على هزيمة ولا تبني لنصر...وعليه، فمقياسنا لا يمكن أن يستقيم، لأننا لسنا بحرب نظامية، تتطاحن في ظلها الجيوش وجها لوجه...نحن بحالة غريبة للغاية: دولة تقتل المدنيين العزل، في تعذر وصولها للمقاومة...ومقاومة تستنزف عدوها عرقا عرقا...المواجهة هنا طويلة والحساب بين الطرفين مفتوح، يتجاوز على اللحظة...النصر فيه سيكون حتما لمن يمتلك النفس الطويل...

5 شتنبر 2024

للمرة الرابعة على أقل تقدير، يعود رئيس وزراء إسرائيل للواجهة وخلفه خريطة المغرب مبتورة من صحرائه...لم نر هذه المرة خيطا فاصلا...رأينا اسم "الصحراء الغربية" مكتوبا بلغة إنجليزية واضحة...التسمية هنا تنوب عن الخيط...تقوم مقامه، لكنها تفيد بالقطع معناه...سلمنا بالمرات السابقة، بأن الأمر غير مقصود، لكن القاعدة تقول إن التحريم المكرور تشديد على التحريم...ورئيس وزراء إسرائيل كررها لأكثر من مرة، وسيعيد الكرة إذا لم يردع...هذا استخفاف وابتزاز وضرب تحت الحزام... "ضرب عل المكشوف" كما يقول المشارقة... ومع ذلك، ستفتح الجحور من جديد ليطل علينا منها أصحاب "كلنا إسرائيليون"، ويعتبرون الأمر من باب "الخطأ" غير المقصود...يبحثون لأسيادهم دوننا، عن عذر...إسرائيل تظن أنها تعاقبنا، لأننا كنا ولا نزال من أكثر شعوب الأرض احتجاجا على همجيتها ووحشيتها وبربريتها...لن يثنينا ذلك عن نهجنا، حتى وإن قطعوا خارطة المغرب إربا إربا وبكل الأقلام واللغات...هذه خريطة لها رب يحميها..."وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"...صدق الله العظيم...

يمكنكم مشاركة هذا المقال