10 يوليوز 2024
ما أقدم عليه عميد كلية العلوم بالدار البيضاء، وهو يتمنع في تسليم شهادة التخرج لإحدى الطالبات بدعوى وضعها للكوفية الفلسطينية برقبتها، يطرح السؤال حول معنى تعبير: "سلوك شخصي لا يلزم إلا صاحبه"...من يدفع بهذا الطرح، يلتمس الشفاعة لنفسه أو لمن أقدم على الفعل...يتفهم الموقف و"حساسية الموقع" فيعذر ويغفر مع أنه يضمر الغدر...ثمة سؤال جانبي آخر مفاده القول: "لكل مقام مقال...حرم الجامعة فضاء محايد وليس فضاء تجاذبات إيديولوجية"...من يدفع بهذه اللازمة، يسلخ الجامعة عن محيطها، ويحول طلبتها وأساتذتها إلى "كتلة بشرية" منفصمة عما يجري من حولها...طرح خاطئ، يحيل صاحبه على الخطيئة صوبا...أيا تكن الخلفية في الحالتين معا، يجب أن نتفق على أن وضع الكوفية الفلسطينية من عدمه ليس بالضرورة موقفا ... ويجب أن نتفق على أن من وضعها أو استنكف عن وضعها، لا يعبر بالضرورة عن إيديولوجيا ...الكوفية الفلسطينية ترمز "لأمر" أكبر بكثير من الموقف ومن الإيديولوجيا ...نقطة قوتها تكمن في كونها لا تبالي لا "بالموقف" ولا ب"الإيديولوجيا"...الكل متحول إلا هي...دائما ثابتة...لذلك، فما أقدم عليه العميد هو من باب المتحول الذي لا يعبر عن القار ...زعمي أنه سيندم...ستطارده لعنة الكوفية بمدخل الكلية، بساحاتها وبمدرجاتها ... وستطارده أكثر عندما يحال على المعاش، ويبدأ في استعادة الشريط...
16 يوليوز 2024
جيش الاحتلال الإسرائيلي مرهق ومنهك...قادته يعترفون بأن الجنود تعبوا ويحتاجون لبعض الراحة...ويعترفون بأن ذخيرته قلت والدبابات التي يتفاخر بها، باتت صيدا سهلا لدى المقاومة، من بعيد ومن المسافة الصفر...ثم يعترفون بأن هذا "الجيش الصغير جدا"، تم الدفع به لإنجاز مهمة كبرى...سئموا جميعا من حرب طالت ولم تبلغ أهدافها، لا في تحرير الرهائن ولا في تدمير بنى المقاومة ولا في ضمان حزام آمن لإسرائيل...كل ما نجحوا فيه هو تدمير غزة وقتل المدنيين بالجملة...ما كان عليهم إذن والحالة هذه، أن يدخلوا غزة برا...نفس الهدف وأكثر كان بإمكانهم إدراكه بالقصف من الجو والبحر، ودون الحاجة لجندي واحد على الأرض...حسبوها خطأ، فكان من الطبيعي ألا تلتئم الحسبة من بين أيديهم أو من خلفهم...في الجهة المقابلة، نجد المقاومة...صامدة، مرابطة، محتسبة...سمعت أحد عناصرها يقول: "قبل إقدامنا على تنفيذ أية عملية، نغتسل ونتطهر حتى نلقى الله في أحسن مظهر"...هذه لربما صورة أخرى من صور انتصار الدم على السيف...المناسبة هنا شرط.
17 يوليوز 2024
محمود صدقي عبد الرحمان الهباش، قاضي قضاة فلسطين ومستشار محمود عباس للشؤون الدينية والإسلامية، يخطب في جمع من الناس في رام الله، حيث يرقد جثمان ما يسمى ب"السلطة الفلسطينية"...يقول: "إن كيان حماس الذي أصر وأقول إن إنهاءه، إنهاء حكمه لقطاع غزة، هو فريضة شرعية وضرورة وطنية...نعم، فريضة شرعية أن نحرر قطاع غزة من حماس...وغزة ستعود إلى أصلها بعد أن يتخلصوا من هذا العار الذي جلبته عليهم...إن حماس قد أصبحت أداة رخيصة في يد إسرائيل وأميركا، تنفد صفقة القرن بمنتهى البشاعة وبمنتهى الوقاحة"...(انتهى الاقتباس)...بحثت عن سيرة الرجل، وجدت صورة له وقد أكل البرص مجمل وجهه...دققت البحث...وجدت أن القرآن الكريم قد أتى على الأبرص في سورة المائدة (الآية 110)...وأتى على ذكر من كفر من بني إسرائيل أيضا، وبنفس الآية...هو مستشار شؤون دينية، فليتأمل الحكمة من ربط رب العالمين بين الأمرين في آية واحدة.
14 يوليوز 2024
الكنيست الإسرائيلي يصوت في قراءة مبدئية أولية، وبالأغلبية الساحقة، على قرار ينص على رفض إقامة دولة فلسطينية...يعتبر أن إقامة هذه الدولة هو "تهديد وجودي لدولة إسرائيل"...هذه رسالة تحدي واضحة لمن يقول لنا بأن التطبيع هو لخدمة القضية الفلسطينية...ورسالة أوضح لمن لا يزال يشك في أن المقاومة هي الخيار الوحيد المتبقي...ثم هي رسالة لنا جميعا، تتقاطع مع ما قلناه ونقوله دائما، نحن حلف الممانعين: الصراع هو صراع وجود حقيقة...لا نختلف مع الكنيست في هذه الجزئية.
نافذة "رأي في الشأن الجاري"
22 يوليوز 2024