تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"يوميات طوفان الأقصى" (42)

10 يوليوز 2024

المغرب يبرم صفقة مع شركة "صناعات الطيران الإسرائيلية"، لاقتناء قمر صناعي بقيمة مليار دولار...خبر قرأته ولم أستغرب...وما فائدة أن يستغرب المرء في زمن لو استغربت فيه، لاستغرب منك الناس...بودي أن أسأل فقط: لماذا لا ننتج سلاحنا كما باقي خلق الله؟... كل بلدان الدنيا، حتى الضعيفة منها، باتت تنتج سلاحها، دباباتها ومسيراتها وذخيرتها...بعضها لها مشاريع نووية متقدمة، بفضلها يهاب جانبها... إلا نحن...نستورد من الآخرين حديدا بصورة سلاح، وعندما يطاله الصدأ، نقتني حديدا آخر، وهكذا...ما معنى أن نقتني قمرا صناعيا من إسرائيل؟...معناه أنها هي التي ستشرف على وضعه في المدار، ستتحكم في برمجياته وفي قطع غياره وفي صيانته، وستلتقط كل المعلومات التي سيأتي بها، قبل أن تصلنا...يبدو أن الذي وقع العقد، لم يسمع ب"الهدهد."

11 يوليوز 2024

قامت منصة فايسبوك بحذف العديد من تدويناتي عن المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن...أخبرتني بأن كتاباتي تحض على الكراهية وعلى العنف...كانت في السابق تعاقبني بحظر الحساب...باتت اليوم تحذف ما لا يروقها وتبقي على الحساب...إن المنصة تحجب تدويناتي ولربما تدوينات غيري أيضا، ليس بناء على مضمون قرأه مراقبوها...إنها تحجبها بمجرد ورود كلمات مفتاحية حددتها لخوارزمياتها، وأضحت من حينها سيفا مسلطا على أعناق من يرفض سردية إسرائيل ويتعاطف مع المقاومة...سنبقى نناهض إسرائيل بفايسبوك وبغيره إلى أن نموت ...إنها كيان لقيط، سلب أصحاب الحق حقهم، ثم عمد إلى تهجيرهم والتنكيل بهم...وها هو فيما يقارب السنة، يبيدهم أفرادا وجماعات...ومع ذلك، تريدنا ميتا وفايسبوك وإنستغرام، أن نقبل بالأمر الواقع ونسلم...وتدعونا فضلا عن ذلك، لزيارة "واحة الديموقراطية" على نفقتها وبتعويض مغري أعلم نظيره...الله الغني...ابحثوا لكم عن ضعاف النفوس ورتبوا لهم الزيارات واللقاءات واشتروهم...نحن لا نباع ولا نشترى...ولا نرضى لأنفسنا أن نجالس الحثالات...لا هنا ولا هناك...نقطة إلى السطر.

13 يوليوز 2024

وفد من 24 شابا مغربيا يزورون إسرائيل هذه الأيام...مبادرة رتبت لها جمعية تدعى "مغرب التعايش"، بالتعاون مع جمعية إسرائيلية تدعى "شراكة"، بتمويل من الحكومة الألمانية وبوسطاء لا نعرف هويتهم...لا علم لي ببرنامج جولتهم، لكنني رأيتهم بمقطع فيديو قصير، وهم يرقصون في حفل غنائي إلى جانب إسرائيليين في مدينة القدس، بضع كيلومترات فقط من المحرقة الجارية في غزة... معتبرين أن من "حقهم التعبير عن قناعاتهم الشخصية وعن تضامنهم مع دولة صديقة..." (انتهى الاقتباس)...نصيحة لهؤلاء جميعا: "إذا ابتليتم بالمعاصي، فاستتروا"...وأضيف: "واطلبوا التوبة من رب العالمين"...ولو أن الصم البكم العمي من أمثالكم لا تنفع معه نصيحة

14 يوليوز 2024

محاولة اغتيال دونالد ترامب ليست حادثا عرضيا...أبدا...هي نتاج ثقافة القتل التي فطر عليها الأميركان...تماما كامتلاك السلاح... هو أيضا امتداد لهذه الثقافة...التاريخ الأميركي ذاته صك على أنقاض شعوب وقبائل كانت قائمة، فأتى ما يسمون أنفسهم اليوم بالأميركان، أتوا من كل صوب وحذب وأبادوها بقوة الحديد والنار واستوطنوا أراضيها...قصف اليابان بالنووي، ثم الإجهاز الجماعي على ملايين الفياتناميين...ثم أفغانستان والصومال والعراق...واليوم فلسطين...كلها ذاقت من هذه الثقافة المتجذرة في المخيال "الأميركي" العام...إسرائيل، صنيعة الأميركان في المنطقة العربية، تنهل من ذات الثقافة وتغذيها وتربط وجودها باستمرارها، منذ النكبة وإلى اليوم...شبوا جميعا على القتل، فشابوا عليه...وسيورثونه لأبنائهم...ترامب نفسه، لم يجد حلا، لمحاربة العنف المدرسي أيام رئاسته، إلا بتشجيعه على مزيد من تسليح المعلمين...ومع ذلك، يتهموننا بالعنف والكراهية...لكن عوض أن نذكرهم بماضيهم وحالهم، ننبري لإبعاد التهمة عنا، فتنطلي علينا الحيلة.

يمكنكم مشاركة هذا المقال