تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"يوميات طوفان الأقصى" (25)

10 مارس 2024

لا تعنيني إيران ولا نظامها...هذا شأن داخلي يعنيها هي فقط...بيد أن الذي يثر اهتمامي إنما الدور الإقليمي الذي باتت تلعبه، حتى أضحت فاعلا لا يمكن تجاوزه بمنطقة الخليج أو بالشرق الأوسط...لها أدرع هنا وأدرع هناك...تحرك هذا وتنسق مع ذاك لخدمة مصالحها، هذا حقها وواجب مسؤوليها...إيران قوة نووية بامتياز...حتى وإن لم تبلغ لحد الساعة مستوى إنتاج القنبلة، فلها الأدمغة الكافية لذلك...ثم هي تنتج سلاحها وغذاءها ودواءها، ولا تحتاج لمن يتكرم عليها...يبلغ بي الاستفزاز مبلغا عندما أسمع بعض السذاجات تتحدث عن أن لإيران أجندات، يخدمها هذا الحزب أو ذاك، هذا البلد أو ذاك...الدرجة الصفر في تقدير مصالح الدول حقا...نحن نلغي، من الخليج إلى المغرب، فيما إيران تعمل...نحن نبحث عمن يحمينا، فيما إيران تحمي نفسها بنفسها...كفوا عن الخطابات...أو على الأقل "ديرو غير فحالها".

11 مارس 2024

رمضان مبارك...لأهل غزة وللمقاومة الفلسطينية فقط...المظلومون، الجائعون المعطشون... الصائمون بدون سحور ولا فطور...القابضون على الجمر...أما الباقون، كل الباقين، المتسابقون في الأسواق، الملهوفون على بطونهم، المتهافتون على الأكل...الغاضبون بنهارهم، المنافقون في تراويحهم وصلواتهم...المتخاذلون...أقول: عند الله تجتمع الخصوم.

12 مارس 2024

أي ذنب علينا ونحن نصوم ونفطر، فيما أهل غزة، المسلمون مثلنا، يتضورون جوعا، في صيامهم وفي إفطارهم؟...ذنب عظيم بكل تأكيد، وإلا فكيف نسلم بأمة المليار والنصف مليار يصوم أهلها ويفطرون دون الاكتراث بما يناهز الثلاثة مليون فلسطيني، يبيتون في العراء وتحت تهديد القصف، وهم صائمون...ألا يقال بأن هناك أمة تسمى "الأمة الإسلامية"...أين هي؟...هل يشعر الفلسطينيون حقا أن خلفهم أمة؟...أي فائدة من الانتساب لأمة يتلاعب حكامها بملايير الدولارات، فيما هي لا تستطيع إيصال كسرة خبز لشعب يقاوم لتحرير مسجد لها مقدس؟...هل نستحق الأقصى حقا؟...لا...لا نستحقه، لأننا خذلنا المرابطين في الذود عنه.

13 مارس 2024

يؤاخذ علي البعض إكثاري من التدوينات حول محرقة غزة...يسترخصون علي ما أكتب في حق شعب صامد، مجوع ومعطش، لكنه مرابط ومتشبث بالأرض...البعض يعيب علي ذلك وإن بالتلميح المبطن...البعض الآخر، يرى في تدويناتي عن محنة أهل غزة كلاما من خلف حاسوب، لا يقدم ولا يؤخر...لن أرد لا على هؤلاء ولا على أولئك...بيد أنني أتساءل دائما: ما الذي يزعج هؤلاء فيما أكتب، وما الذي يريحهم في المقابل؟...لا أدري.

يمكنكم مشاركة هذا المقال