تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"عن العولمة وتكنولوجيا الإعلام والاتصال وإشكالية الغزو الثقافي"

news-details

عندما نتحدث عن المسألة الثقافية بارتباط وظاهرة العولمة وثورة تكنولوجيا الإعلام والاتصال، فنحن لا نقصد بالثقافي كل ما له علاقة بالقطاع الإعلامي وحسب، ولكن أيضا وبالخصوص بالعلاقة مع مجموعة الرسائل والتيارات وأشكال تنظيم المجتمع وبالتالي أشكال الإنتاج والاستهلاك التي تنمط وتؤطر الجماعات والأفراد(1).

ولعل تكنولوجيا الإعلام والاتصال وتنامي خطاب العولمة والشمولية إحدى وسائل تنميط وتأطير الأفراد والجماعات لا على مستوى الإنتاج المادي و "المعرفي" فحسب، بل كذلك على مستوى استهلاك "المادة الإعلامية والاتصالاتية"، ودرجة فعلها في هياكل الاقتصاد ومدى تأثيرها على تشكيل وإعادة تشكيل البنى الاجتماعية والاقتصادية.

 يقول آلفن توفلر: "إن خطوط التماس لا تفصل (في الوقت الحاضر) الفقراء والأغنياء ولكن 'المسرعين' و المبطئين"(2).

وهو اعتقاد بقدر ما هو مصيب على اعتبار "منطق السرعة" الذي يميز الاقتصاديات والمجتمعات، بقدر ما هو مجانب للصواب كونه يختزل الصراع داخل الدول وفيما بينها انطلاقا من مظاهر الصراع إياه لا على أساس من طبيعته.

 ليس من الوارد هنا مناقشة مظاهر هذا الصراع ولا طبيعته، وليس من الوارد الوقوف عند مرجعيته وخلفيته، بقدر ما يهمنا التوقف عند أمرين نعتبرهما أساسيين:

 أولا، أن التساؤل في أهداف ومقاصد خطاب العولمة والشمولية (في ظل ثورة تكنولوجيا الإعلام والاتصال) انطلاقا من اعتقادنا بأن ما اصطلح على تسميته بالغزو الثقافي لا يعدو كونه وسيلة (لا هدف) من بين وسائل يوظفها الرأسمال العالمي لتوسيع مجاله الفضائي.

وثانيا، مساءلة "نخب العالم الثالث" (المثقفة) فيما يمكن تسميته ب "مد الخطاب وجزر الخطاب المضاد" (أو العكس بالعكس) على اعتبار أن الرهانات (رهانات اليوم والغد) قد حسمها الآخر (يعني الغرب) منذ مدة.

 3-1- والحديث عن الغزو في العلاقة مع الآخر (مع الغرب) قديم قدم العلاقة نفسها: الغزو العسكري في مرحلة تكوين الإمبراطوريات، والغزو الاقتصادي في مرحلة الصراع على الأسواق. ولعلهما أشهر ما عرف التاريخ وأعنف ما عانت منه الشعوب والأمم المغلوب على أمرها.

ولئن كان اشتداد هذين النوعين من الغزو قد خف مع تراجع الكليانيات العسكرية، وتراجع أهمية الأسواق الخارجية )باعتبارها مصدرا للمواد الأولية واليد العاملة لا باعتبارها منافذ ذات أهمية استهلاكية)، فإن المفهوم نفسه لم يكن له إلا أن يتكيف وتطور العلاقات الدولية.

وفي زمن العولمة والشمولية وانتصار القطبية (بمعنى ظهور أقطاب اقتصادية وتكنولوجية كبرى) راجت اعتقادات جديدة (بدول العالم الثالث أساسا) بأن ظاهرة الغزو لم تندثر ولم تتراجع بقدر ما غيرت لبوسها للتكيف وواقع العصر الجديد.

والمفاد الضمني لهذه الاعتقادات أن الغزو المنبني على "إيديولوجية" العولمة والشمولية إنما هو غزو ثقافي محض تستهدف منه الدول/الأقطاب وشركاتها المتعددة الجنسيات القضاء على "الثقافات المتدنية" وترسيخ ثقافة عالمية موحدة مبنية على أساس اللليبيرالية و "ديموقراطية السوق" و "سيادة المستهلك العالمي الأوحد".

 وترى هذه الاعتقادات بأن الغزو الثقافي المحلي إنما هو حملة ضد قيم وأنماط وسلوكيات ثبت أنها مناهضة ومناقضة ومنافسة للثقافات المركزية (الغربية) التي أبانت عن حيويتها وديناميتها وإبداعها.

هي إذن باختصار إيديولوجية تتبنى نظرية البقاء للأقوى وتؤمن أيما إيمان بأن الهدف الأسمى يجب أن يكمن في القضاء على هذه الثقافات (كما ترى هذه الاعتقادات) والحد من خطورتها وتقويضها كمرحلة أساسية لتطويعها.

 لا نعتقد، فيما يخصنا، بمصداقية هذا الطرح المغيب لحقيقة الغزو سيما في شكله الجديد (الشكل الثقافي) إنما لا نتبناه كهدف بقدر ما نطالب بضرورة التعامل معه كوسيلة. فليس هناك فيما نعتقد، غزوا من أجل الغزو ولا هيمنة ثقافية من أجل الهيمنة.

بالتالي فما يروج من أطروحات وأفكار حول "الغزو الثقافي" أو "الاختراق الثقافي" أو "الهيمنة الثقافية" أو "الاستعمار الثقافي" أو غيرها لا يتعامل، إلا في القليل منه، مع هذه الظاهرة (ظاهرة الغزو) على اعتبارها وسيلة لا هدفا (مع التسليم بوجودها).

 يقول محمد عابد الجابري في "المسألة الثقافية" إننا "معرضون لغزو ثقافي مضاعف: الغزو الكاسح الذي يحدث على مستوى عالمي، والغزو الذي تمارسه علينا الدول الاستعمارية التقليدية. أما الوسائل فهي نفسها: الإعلام بالمعنى الواسع والمتشعب، الإعلام الذي يغزو العقل والخيال والعاطفة والسلوك ناشرا قيما وأذواقا وعادات جديدة تهدد الثقافات الوطنية والقومية في أهم مقوماتها ومكامن خصوصيتها".

ويتدارك، ونحن نتبناه في ذلك عندما يخلص إلى القول بأن "تعميم الاستهلاك، أو بالأحرى فرض نمط معين من الاستهلاك على الشعوب، النمط الذي تسود فيه السلع الكمالية والوسائل الترفيهية، ذلك هو الهدف من الاختراق الثقافي والاستتباع الحضاري"(3).

من هنا فالغزو الثقافي أو الاختراق الثقافي (كما يسميها الجابري) إنما هو مرحلة غزو واختراق النفوس بعدما غزت القوة الأبدان والأجساد.

والهدف من إخضاع النفوس إنما هو "غزو العقل، تكييف المنطق، توجيه الخيال، صنع الأذواق، ترسيخ نوع معين من القيم، تكريس إيديولوجيا خاصة، إيديولوجيا الاختراق"(4) كمرحلة لا مناص منها لتوسيع الفضاء الإنتاجي وتكريس نموذج "النظام الاستهلاكي" المهيمن ...ونعني به النظام الاستهلاكي الغربي المقدس للسلعة وللمستهلك.

يقول جاك ديلكور "إن الهيمنة الثقافية وفرضها على دول الجنوب إنما هي إحدى شروط غزو وتوسيع الأسواق"(5).

ويقول ريكاردو بتريلا، إن ما يميز العصر الراهن هو ظهور نوع جديد من الغزاة: المجموعات المالية والاقتصادية عوض الدول "المحلية". هؤلاء الغزاة الجدد لا يتبنون نشر حضارة أو دين أو ثقافة أمة من الأمم قدر ما يعترفون بأن عملهم إنما هو غزو لا أقل ولا أكثر مبرهنين ذلك بالقول: إذا لم نفعله نحن فسيفعله غيرنا"(6).

 ثم لا نعتقد من الناحية التاريخية بكون دواعي البعثات الدينية قد جاءت أساسا من منطلق النشر "البريء" للمعتقدات المسيحية في أوساط قبائل وشعوب "متأخرة" بقدر ما وظفت (من لدن الرأسمالية الناشئة) كوسيلة من وسائل تنميط العقول وتكييف الضمائر وتكريس القيم الجديدة (قيم "التسامح" بوجه خاص) لفتح الباب أمام الغزو أو الاستعمار والاستغلال الاقتصادي.

ولئن كانت الطريقة والوسيلة قد تغيرتا (في ظل العولمة والشمولية وثورة تكنولوجيا الإعلام والاتصال) فإن طبيعة الغزو لم تتغير بقدر ما تكيفت وتطورت وألبست نفسها لبوسا جديدا زاد من سهولته وجود "نخب مثقفة" تتبناه وتعتنقه كما اعتنقت نخب سابقة لها خطاب البعثات الدينية.

 والنخب المتحدث فيها هنا ذات اهتمامات مختلفة وإرهاصات متباينة وتمايزات فيما يتعلق تطلعاتها.

هناك فيما نعتقد نموذجان من الخطاب السائد حول إشكالية "الغزو الثقافي" على ضوء المتغيرات التكنولوجية والمؤسساتية التي ميزت العالم (ولا تزال تميزه) منذ حوالي عقدين من الزمن أو أكثر:

+ النموذج الأول ويتبنى الخطاب الغربي قلبا وقالبا. وهو خطاب إحدى خصائصه الانبهار والإيمان بعالمية العلم والمعرفة والتكنولوجيا، ولا وجود في نظره (أي الخطاب السائد) لغزو ثقافي لا في كونه هدفا ولا حتى في استخدامه كوسيلة.

+ النموذج الثاني وهو الممأسس لأطروحة الصراع الثقافي والحضاري، بالتالي لخطاب المواجهة باعتباره إحدى وسائل الدفاع عن الثقافة والهوية المستهدفتين. وهو في طرحه هذا يتبنى حتما ضرورة تقوية مناعة وسائل الغزو المضاد.

والمثقفين الذين نعنيهم بالكلام هنا "هم مجموعة العاملين 'بالكلمة' بشتى أشكالها المنطوقة أو المكتوبة أو المصورة أو المغناة...المؤثرين بها على وعي الناس المتلقين".

والنموذج الأول من هؤلاء هم الملتصقون بشكل وبنية الخطاب الغربي ربما لدرجة التصاق جلودهم بأجسادهم. فنجدهم ينبهرون باكتشافاته واختراعاته وينصهر ون في نمط تفكيره وإنتاجه للمعرفة والعلم والتكنولوجيا وتراهم يتبنون، انطلاقا من واقع بلدانهم المتخلف والمتردي، مصطلحات العولمة والشمولية والعالمية والكوكبية...تماما كما ينظر لها، بدراية وقصد، مثقفو الغرب. فهم إذن يفكرون بأدوات الآخر ويتكلمون بمنطق الآخر ويفسرون الظواهر بمصطلحات الآخر، كأن يقولوا مثلا بأن الأزمة في بلدانهم (العالم الثالث أعني) هي إحدى مظاهر العولمة والشمولية وثورة تكنولوجيا لإعلام والاتصال تماما كما كان يطرحها الآخر في تبريره لمشاكل الطالة وعجز ميزان التجارة الخارجية وتفاقم المضاربات المالية وما إلى ذلك.

 ولكونهم يؤمنون أشد ما يكون الإيمان بعالمية الثقافة(7)، (مثلها في ذلك مثل الاقتصاد والتكنولوجيا والمال) فقلما تجدهم يعيرون قليل اهتمام لمسألة الغزو الثقافي أو لقضية الاستهداف الحضاري، فيصدق عليهم بالتالي ما يسمه الجابري ب "المثقفين اللقطاء" كونهم لا يشاركون الأمة همومها بحكم انغماسهم في نمط الحياة الاستهلاكية وانصرافهم شبه التام عن دورهم التثقيفي باستثناء اهتمامهم ب "الثقافة المحققة للعيش الرغيد، ثقافة التضليل المعرفي ...التي يكرس جزء من إنتاجها، إن لم نقل معظمه، لإشاعة الوعي الزائف وإخفاء الحقائق عن الناس والتستر على العجز والتقصير والهدر وسوء الإنتاج وتدني مستوياته، وعناصر الفوضى والفساد والتسيب ونهب الأموال العامة والتعدي على مصالح المواطن وحريته وكرامته".

 استنساخ هذا النموذج من "مثقفي العالم الثالث" للخطاب السائد في أوساط "مثقفي"(8) المجموعات الصناعية والمالية والتكنولوجية الكبرى لم يكن ليعرف الرقي لولا تبني النخب الحاكمة له والعاملة بهديه.

من هنا فليس غريبا أن نسمع ب "المثقفين/الخبراء" أو ب "المثقفين" ذوي المكاتب الاستشارية وما إلى ذلك. ولا خجل إذا قلنا بأنهم "قناصة جدد" للثروة المادية والمناصب السمية وأماكن الصدارة حيث الأمر والنهي...والأمثلة على ذلك كثيرة في العالم الثالث وفي الوطن العربي وفي غيره.

 أما النموذج الثاني من المثقفين، ونحن نتبناه، فهو الذي لا يشك في المركزية الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية التي تميز الغرب بقدر ما لا يشك في تداخل الاقتصاديات وتشابكها والميل باتجاه تراجع السلطة المادية والمعنوية للدولة/الأمة، وتشكل الأقطاب الدولية الكبرى حول الشركات المتعددة الجنسيات، وكذا اكتساح لغاتها وأنماط استهلاكها لمعظم ولربما لكل نقط "النظام/العالم".

ما يميز هذا النموذج عن سابقه، التزامه العميق بهموم أمم وشعوب العالم الثالث (وضمنه الوطن العربي) لا يهمه في ذلك إغراء السلطة أو المال أو المنصب. وتشبته بالكلمة الصادقة سواء كانت منطوقة أو مكتوبة أو مصورة أو مغناة.

هذا النموذج من المثقفين حتى وإن سلم بعالمية الاقتصاد والتكنولوجيا، فهو لا يؤمن بعالمية الثقافة ولا بإمكانية عولمتها.

يقول محمد عابد الجابري، متحدثا عن العالم العربي: "إن هناك من المثقفين العرب من يفضل السكوت عن الجوانب التي أبرزنا لينظر إلى الظاهرة التي نحن بصددها لا بوصفها 'اختراقا' أو 'غزوا' بل من خلال كونها مظهرا من مظاهر 'المثاقفة'. وأنها فضلا عن ذلك الوسيلة الضرورية ولربما الوحيدة لتحقيق التمدن والدخول في العصر والمساهمة في إنجازاته الحضارية".

والمثقفون الذين يعنيهم الجابري هم الفصيلة التي عرضنا لها في النموذج الأول. ولهم في هذا الطرح أكثر من سبب وأكثر من امتياز وأكثر من إغراء أو تطلع.

والنموذج الثاني بقدر ما لا يؤمن بعالمية الثقافة، بقدر ما يطرح المسألة الثقافية بارتباط وثيق ومسألتي الخصوصية والهوية على اعتبار أن الثقافة إنما هي في حد ذاتها، مجموعة منظومات ومعايير وأنساق متداخلة ومتكاملة: منظومات التفكير والتمثلات، منظومات المعايير، منظومات التعبير ومنظومات العمل.

من هنا فالاختراق أو الغزو الثقافي "يستهدف اختراق الهوية الحضارية للأمم والشعوب من خلال اختراق المنظومات المكونة لثقافتها، منظومات التفكير والتمثلات ومنظومات القيم ومنظومات التعبير ومنظومات السلوك"(9).

 قد يكون وراء الاستهداف الثقافي الغربي تصفية حسابات ضيقة مع حضارات أبانت عن دينامية كبيرة طوال مدة لا يستهان بها من التاريخ كالحضارة العربية/الإسلامية. وقد يكون الهدف وراء ذلك "الإتمام على ما تبقى منها" كثقافة للحيلولة دون أخطار انبعاثها من جديد.

قد يجوز هذا الطرح على اعتبار ما تتعرض له هذه الحضارة من شتى أوجه التشنيع والتمييع. وقد لا يجوز على ضوء الهيمنة المطلقة "للنظام/العالم" والتي لا تترك فرصة لظهور قوى منافسة أو مناقضة.

إلا أننا نعتقد أنه بغض النظر عن كل هذا وذاك فليس هناك غزو من أجل الغزو ولا استهدافا من أجل الاستهداف.

فحتى لو سلمنا جدلا بحنين بعض العقليات إلى عصور الحروب الصليبية، فإن مرحلة ما بعد انتصار الرأسمالية والليبرالية إنما تعمل وفق منطق المصالح والربحية لا على أساس الصراعات ذات المسببات الفردية أو النعرات الشخصية.

الغزو الثقافي في زمن العولمة والشمولية وثورة تكنولوجيا الإعلام والاتصال إنما هو شرط مسبق لغزو أهم وأفيد: الغزو الاقتصادي والمالي والتكنولوجي.

وفي زمن أصبح فيه للشركات المتعددة الجنسيات الكلمة الأخيرة وأصبحت المنافسة تدور في معاهد البحث والتطوير قبل أن تكن في تحديد حصص النتاج وأصبحت المؤسسات المالية فيه تقرض لا من أجل الحصول على الفوائد قدر ما تقرض لتمكين الدول المقرضة من راء منتجات هذه الشركات، فإن ذلك قد غير من أطراف المعادلة: فلم يعد للمجال الجغرافي أهمية إلا بقدر ما يضمه من كثافة سكانية قابلة للتنميط والتكييف وفق قوانين ونواميس "النظام/العالم".

 ولعلنا لا نبالغ كثيرا إذا قلنا إن "قوانين" العولمة والشمولية ودورة تكنولوجيا الإعلام والاتصال لا تمارس على "الثقافات المتدنية" أساليب الترغيب والترهيب بقدر ما تكرس وبكفاءة منطق "الجذب المغناطيسي". ولا أدل على ذلك مما تمارسه في وقتنا الحاضر شركات المعلوميات الكبرى على الأفراد والمجتمعات. إذ لا نعتقد بكون الأمريكي "بيل غيتس" مثلا (صاحب أكبر شركة برامج معلوماتية في العالم) يقصد من وراء تدبير مؤسسته وتصنيعه لبرامج فائقة الدقة قد فرض اللغة الإنجليزية أو "الثقافة الأمريكية" أو نمط الاستهلاك الأمريكي، إنما نخاله مديرا لشركة ومروجا لسلع يهدف من ورائها الرفع من ربحيته وتوسيع فضاء ترويج سلعه على المستوى الكوني.

كما لا نعتقد بكون واضعي شبكة الانترنيت قد أجبروا المستعملين على تعلم اللغة الإنجليزية قصد "السباحة" في هذا النظام...ومع ذلك فالمستعملون مجبرون على تعلمها بغية الاستفادة من بنوك معطيات زعموا أنها غنية بالمعارف ومتضمنة لكل ضروب المعرفة. ولا عجب في أن نسمع في الوطن العربي وحتى في أوروبا بضرورة الإلمام باللغة لإنجليزية قصد الاستفادة مما تمكنه "شبكة المعارف" هاته.

 والقصد هو أن الاختراق أو الغزو الثقافي ليس بالضرورة مفروضا...فلربما يكون في المستقبل عن طيب خاطر وقد يسرع بانتقال بعض المثقفين من النموذج الثاني ...إلى النموذج الأول.

 هوامش

 (1)- Decornoy. J, «Aux ordres du Nord», In Manière de Voir, n° 14, Février 1992.

 (2)- Toffler. A, «Les nouveaux pouvoirs», Fayard, 1991.

 (3)- محمد عابد الجابري، "المسألة الثقافية"، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 1994.

 (4)- محمد عابد الجابري، "المسألة الثقافية"، مرجع سابق.

 (5)- Delcourt. J, «Marchandisation de la culture et nouveaux espaces culturels», In Revue Contradictions, n° 64, 1994.

 (6) Petrella. R, «Le retour des conquérants», In Le Monde Diplomatique, Mai 1995.

 (7)- Universalisme

(8)- الثقافة على خطورتها لا يجب أن توكل إلى رجال الثقافة. وقديما قيل إن الحرب ليست بالأمر الهين حتى يترك أمرها بين يدي العسكر.

 (9)- خلف الجراد، "إلى أين يقودنا تجار الشنطة الثقافية"، مجلة دراسات عربية، العدد 5-6 مارس-أبريل 1995.

جريدة "الاتحاد الاشتراكي"، 19 مارس 1996.

يمكنكم مشاركة هذا المقال