19 يوليوز 2024
اليمن يضرب عمق تل أبيب بطائرة مسيرة، أطلق عليها إسم يافا، تيمنا بيافا الفلسطينية التي غيرت إسرائيل الاستيطانية اسمها إلى تل أبيب وجعلتها عاصمتها...طائرة استشهادية بكل المقاييس، انطلقت من البحر الأحمر، ثم عبرت السعودية ومصر، حوالي 2200 كلم، لتضرب محيط السفارة الأميركية، دون أن يتم رصدها لا من طرف رادارات العدو ولا من لدن رادارت الصديق...صناعة يمنية خالصة، لا يزال الأميركان أنفسهم يتساءلون عن أسرارها ومدياتها وكيف صممت...إذا بات اليمن ينتج السلاح ويطوره، فمعناه أنه قد بات قوة إقليمية كبرى، لا بل قوة دولية يجب أن يؤخذ بخاطرها لدى كل قرار أو ترتيب...اليمن تجاوز ذلك بكثير، إذ أضحى يتجرأ على الأميركان أنفسهم بمضايق عبور سفنهم، ناهيك عن إسرائيل التي يراهن على إفراغ جنوبها من سكانه، بعدما أفرغت المقاومة في لبنان مستوطنات شمالها...تكاثر الضربات على إسرائيل يجب أن يقرأ باعتباره نذير شؤم حقيقي، خصوصا وأن عقدها الثامن قد اقترب...اللهم عجل.
20 يوليوز 2024
ضربة سيبرانية لا نعرف مصدرها، توقفت جراءها البارحة، حركة المطارات والموانئ والأبناك والبورصات والمستشفيات والقطارات والمحطات الإعلامية الكبرى ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها...ثغرة بسيطة في تحديث إحدى برمجيات شركة كراود سترايك للأمن السيبراني على نظام ويندوز، التابع لشركة مايكروسوفت العملاقة، تسبب في توقف الحركة بكل بلدان الدنيا...شركة كراود سترايك هي شركة للتخزين السحابي للمعطيات، لملايير المعطيات...شركة قائمة الذات، لكنها رهين أنظمة التشغيل وبرمجيات مايكروسوفت، واحدة من خمس شركات (غوغل، آبل، فايسبوك، أمازون) باتت هي التي تصيغ حاضر العالم ومستقبله، ضدا على الدول وعلى الحكومات...سلط جديدة بكل المقاييس أنا بطور الانتهاء من كتاب حولها بعنوان "شركات الرقمنة متعددة الجنسيات: الرقمنة كرهان جيو/استراتيجي"، سيصدر أواخر هذه السنة...أثارني في المقابل رد فعل بعض المسؤولين المغاربة، الذين أعلنوا أن هذا العطب "لم يؤثر بشكل كبير على المملكة المغربية"...أرادوا أن يطمئنوننا، فإذا بهم يعبرون عن تخلفنا المستدام...كيف سيؤثر عليك عطب بالكلاود وأنت أصلا خارج الكلاود...؟ عجيب.
21 يوليوز 2024
رحل جو بايدن..."الما والشطابا"...رحل ليقضي بقية عمره عندما تنتهي عهدته نهاية السنة، ولعنة غزة تطارده...تقض مضجعه، وتذكره في عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذي اغتال بدم بارد، وعشرات الآلاف من الأيتام والأرامل، من الأطفال والنساء والشيوخ الذين شردهم...سيعيش منبوذا، متخفيا، كمجرم حرب...لن يشفع له إلا أرذل العمر الذي هو فيه...من المرجح أن يطل علينا مجرم آخر، أدانته المحاكم الأميركية بأكثر من ثلاثين تهمة، لكن فساد المنظومة غض الطرف عنه، وفتح له باب الترشيح...أية ديموقراطية هذه التي يتبجح بها علينا الأميركان؟ رؤساء طاعنون في السن، مهووسون بالسلطة...مجرمون، يتقاذفون التهم فيما بينهم، ويتصارعون على الكرسي تماما كما يتصارع عليه عسكر بلدان العالم الثالث...أية قدوة هذه التي يقدموها لنا، وهم يتنافسون بزاوية إبادة بني البشر، بعقيدة شر لم يعهدها بنو الإنسان إلا في أحلك الأزمان...؟...أتعجب للحكام الذي يتحالفون معهم ويتخذونهم أصدقاء...لا بل يتخذوهم أولياء من دون الله.
14 يوليوز 2024
غدا الأربعاء، سيخاطب نتنياهو أعضاء الكونغرس الأميركي...ماذا عساه سيقول لهم؟...سيؤكد لهم من جديد، أن حربه على حماس وباقي فضائل المقاومة، مشروعة...وأنه لن يوقف الحرب قبل تقويض مفاصلها، ثم تحرير الرهائن وإقامة سلطة بديلة بغزة...وسيقول بأن مشروع الدولتين لم يعد مطروحا، لأن في إقامة الدولة الفلسطينية تهديد وجودي لدولة إسرائيل...ثم سيقول بأن الدعم الأميركي "واجب أخلاقي" بعنق الأميركان، لأن إسرائيل مهددة من لدن الجيران، ومن لدن إيران أيضا...سيصفق النواب تباعا...سيقفون ويجلسون...ثم يجلسون ويقفون...سيخطب نتنياهو إذن ويعود من حيث أتى...ليجد في انتظاره مقاومة عنيدة، مكابرة ومحتسبة...لن تنفعه حينه لا خطبة الكونغرس، ولا تصفيقات النواب...لقد بات محور المقاومة يضربه من حيث يدري ومن حيث لا يدري...