26 يناير 2024
جنوب إفريقيا تحتفل، ورئيسها في المقدمة، بانتصار ملفها بمحكمة العدل الدولية...لقد استطاعت أن تدين قانونيا وأخلاقيا نظام الأبارتايد في إسرائيل (فلسطين المحتلة) بعدما عانت منه لعقود عدة وخبرت ظلمه ومآسيه... لم تدع المحكمة لوقف إطلاق النار، لأنه لربما ليس من اختصاصها... لكن منطوق حكمها واضح وصريح، على الأقل في إحالته المباشرة والمتكررة على المادة 2 من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية...لم يحتفل العرب الرسميون بالحدث ...صمتوا صمت القبور...لربما شعروا بالحرج أمام شعوبهم، أو أمام دولة احتلال يتسابقون لنيل ودها وهي متبرمة...هم بكل الأحوال، مدانون سواء استحسنوا قرار المحكمة أم لم يستحسنوه.
27 يناير 2024
ما يناهز 70 بالمائة من الإسرائيليين هم مع استمرار الحرب على غزة...ترتفع النسبة إلى مستويات متقدمة،عندما يؤخذ رأي مستوطني غلاف غزة ومنطقة الشمال في الجليل...جيش الاحتلال مفوض إذن بالاستمرار في التقتيل طالما خلفه رأي عام مساند، وخلفه يمين استئصالي متعصب، وخلفه فوق كل ذلك دعم أميركي وغربي لامحدود...كل السبل سالكة لديه فيما يبدو...لكن هؤلاء جميعا تناسوا أنهم لن يمروا إلا على أجساد مقاومة عنيدة، خلفها هي الأخرى رجال أشداء وشعب صلب لا يساوم.
28 يناير 2024
الهولوكوست...سردية لطالما تسترت خلفها الحركة الصهيونية لاغتصاب فلسطين، ثم لابتزاز العالم، كل العالم، ثم لوصف كل من يشكك فيها، بمعاداة السامية...معاداة السامية أصبحت أصلا تجاريا يتم تسويقه لإخافة الناس وردعها...حتى قضاة محكمة العدل الدولية اتهموا باللاسامية لأنهم تحدثوا عن مؤشرات، مجرد مؤشرات، إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة...من بركات هذه المحاكمة أنها كسرت "قدسية الهولوكوست" وأظهرت للعالم أن الضحية المفترض قد بات جزارا حقيقيا، تجاوز في سلوكه وممارساته، سلوك النازيين أنفسهم...انقلب السحر على الساحر، وتحطمت أسطورة القتل الجماعي التي تذرعوا بها لأكثر من 80 سنة.
ملحوظة: لو حجب الحساب بسبب هذه التدوينة، تابعوني على منصة إكس...بها حرية أكثر من صهيونية الفايسبوك.
28 يناير 2024
البارحة 27 يناير، هو اليوم الذي أعلنته الأمم المتحدة في العام 2006، يوما عالميا لإحياء ذكرى "محرقة اليهود"...تركناه يمر في غفلة ساذجة من لدننا...لكن المحرقة لم تطل اليهود فحسب، بل طالت مئات الآلاف من الغجر وذوي الإعاقة والمعارضين السياسيين والمثليين والمجرمين والعمال السخرة وأسرى الحرب وما يطلق عليهم "أشخاص من طبقات اجتماعية دنيا"...أن يتم التركيز على اليهود، فمعناه أنه كان ثمة نية لتوظيف الحدث من لدن الصهيونية...وقد كان، إذ بفضل سرديتها تم استيطان فلسطين...يقال إن الأوروبيين، والإنجليز تحديدا، لم يعمدوا، رحمة وشفقة، لإنشاء دولة للم شمل هؤلاء...أبدا...يقال إن الأمر كان بنية التخلص من مكرهم وخداعهم وفطرة الغدر المتأصلة فيهم...هل من حقنا أن نشكك في المحرقة؟...طبعا...على الأقل من باب أن الذي كان أباؤه وأجداده ضحية محرقة ما، لا يمكن أن يقدم على ارتكاب محرقة أفظع منها بكثير في غزة.
29 يناير 2024
السيادة الحقيقية ليست سردية تتناقلها الإذاعات وتتداولها الألسن...هي شيء آخر مختلف تماما...السيادة الحقيقية اليوم، كما كان الأمر بالأمس، هي أن تنتج غذاءك وسلاحك، ولربما سلاحك قبل غذائك...لا خير في صاحب قرار يستوردهما معا، لأنه سيرهن حتما وبالقطع شيئا ما نظير ذلك... وهذا الشيء هو سيادته...ما الذي ينقصنا في المغرب مثلا، كي ننتج سلاحنا بأنفسنا (دع عنك الغذاء)، عوض أن نبقى رهيني دول وشركات تبتزنا وتستنزف مقدراتنا، كي تبيعنا خردة حديد سرعان ما يتجاوزها الزمن؟ التكنولوجيات لم تعد اليوم، كومة عتاد تقتات على مخازن النحاس والصلب...أبدا...هي اليوم برامج وتطبيقات معلوماتية ومعارف...أنظروا إلى الدرونات مثلا...تأملوا نسبة المادة الصلبة فيها قياسا إلى المكونات الناعمة، وتأملوا كيف أنها باتت هي عصب الحروب الحقيقية، العسكرية والاقتصادية على حد سواء...ما الذي يحول دوننا ودون إنتاجها، مع أن لدينا الخبرات في ذلك؟...أنا هنا لا أتساءل...أنا أسأل.
30 يناير 2024
أتابع بانتظام ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تصريحات الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأتابع في الآن معا بلاغات الناطقين باسم المقاومة، في كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس، صوتا وبالصورة...لا أخفيكم أن توقفا بسيطا عند الشكل، وعند الشكل فقط، يثبت أن للمقاومة حقا استراتيجية متكاملة، عسكرية وإعلامية...وأنها توفقت بكل المقاييس على باقي أشكال التواصل زمن الحروب، دع عنك ما يقرأه الناطق العسكري الإسرائيلي ...أعدكم بكتاب موسع إن شاء الله، قراءة في مضامين وأشكال الحرب الإعلامية التي اعتمدتها المقاومة في فلسطين، وبرعت فيها.