18 أكتوبر 2023
آلة في الكذب والتضليل هائلة...تطلق إسرائيل معلومة كاذبة، مفبركة أو مضللة، فتلتقطها وكالات الأنباء الدولية وتصبح حقيقة على كل الشفاه...قيل إنه تم التنكيل بأطفال بمستوطنات غلاف غزة، فانتشر الخبر كالنار في الهشيم، ليثبت فيما بعد أنه كان كذبا وبهتانا...يقال منذ مساء البارحة، إن صواريخ إسرائيل ليس هي من دك مستشفى الأهلي مخلفا أكثر من 500 شهيدا، بل إن حركة الجهاد هي التي أقدمت على الفعلة...انتشر الخبر كأنه حقيقة، وتم إقناع بايدن المتواجد بإسرائيل هذا الصباح، فنطقه أمام الملأ...من المؤكد أنه سيكذبه عندما يستجمع ملكات ذهنه المتذبذبة...العالم كله محاصر، وليس قطاع غزة فقط...من خرج عن السردية ولم يقدم الولاء المطلق، فهو مدان ومنبوذ ومغضوب عليه...إذا لم تتم شيطنته، فسيسقط حتما في خانة "معاداة السامية"، حتى من لدن الساميين أنفسهم...ومع ذلك، فزمن المتاجرة بهذه السردية لم يعد مادة استجداء...
18 أكتوبر 2023
الكل ضاق بالفلسطينيين...هذا يريد رمي سكان غزة بصحراء سيناء أو بالنقب...ذاك يريد رمي سكان الضفة الغربية بالأردن، حيث سردية "الوطن البديل"...الأميركان يسترضون مصر لذلك، نظير تشطيب ديونها، ويستدرجون الأردن مقابل معونات لا تستحق...بالحالات مجتمعة، ستتكفل بلدان الخليج بالتمويل...كل شيء يهون لتطييب خاطر "إسرائيل الجريحة، المهانة في كرامتها"...لهذا بالتحديد جاء بايدن لإسرائيل هذا الصباح وعاد لتوه...لم يأت لإيقاف إطلاق النار أو لتعزية ضحايا مستشفى الأهلي...أبدا...جاء خصيصا لإخراج خطة لطالما بقيت بالأدراج، فباتت الفرصة من ذهب لتجسيدها على الأرض...نسوا جميعا ما قد يكون موقف الفلسطينيين ...هم يحسبون، فيزيدون وينقصون من تلقاء أنفسهم، لكن الحسبة لا يمكن أن تستقيم حتى وإن اجتمعوا لإتمامها...ثمة طرف أصيل سيفسد الحسبة حتما، لأن له حسابه الخاص، الذي لا يزيد ولا ينقص منذ العام 1948...
19 أكتوبر 2023
بايدن يزور إسرائيل ليتأكد من أن الدعم الأميركي يصل والحملة على غزة تسير وفق المطلوب...لم يتحدث لا عن ضحايا القصف المهول لسكان غزة، ولا عن مساعدات إنسانية تخفف عنهم الجوع والعطش...قدم لإسرائيل صك الاستمرار في العدوان وعاد لبلاده...في اليوم التالي لعودته، وصلت حاملة طائرات أميركية لإسرائيل، محملة بسيارات عسكرية مصفحة ومحصنة، إيذانا باقتراب حملة الغزو البري...إسرائيل لا تقدم ولا تؤخر...هي تنفذ خططا وتوجيهات العسكريين الأميركان فقط...ولذلك، فالفلسطينيون لا يحاربون إسرائيل كما قد نظن...لا...إنهم يواجهون الأميركان علانية ودون مواربة...لو اتفقنا على هذا السقف، فسيهون أمر التفكير في سير الحرب وفي مآلاتها...
20 أكتوبر 2023
التأم وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية، ونددوا...اجتمع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بجدة، ونددوا...خرجت الجماهير بكل البلدان العربية والإسلامية ونددت...الكل رفع عنه الحرج وعاد من حيث أتى، ليتابع المأساة بالفضائيات وعلى هاتفه النقال...بظل كل ذلك، استفردت إسرائيل وأميركا بالفلسطينيين في غزة والضفة والقدس...بتنا بحالة من توزيع الأدوار مأساوية بكل المقاييس: لنا التنديد والاحتجاج، ولإسرائيل والأميركان الفعل على الأرض...نادرا ما ننتبه إلى أن حلقتنا المفرغة هي في من يحكموننا...لا ندري حقا هل هم معنا أم مع الأغيار...
20 أكتوبر 2023
الرئيس الأميركي يطلب من الكونغرس تمكينه من 106 مليار دولار، جزء كبير منها لدعم وإسناد جيش إسرائيل...أقوى جيوش المنطقة على الإطلاق يستعطف الأميركان لتزويده بالمال والسلاح لمواجهة تنظيم من عدة أنفار، يصنعون سلاحهم بأيديهم ولا ترهبهم الأساطيل ولا حاملات الطائرات...أما قادة جيوشنا، جيوش العرب أجمعين، فيجمعون النياشين المزركشة ويزينون بها صدورهم مثل النسوة، مع أن معظمهم لا يعرف كيف نضغط على زناد البارودة...
21 أكتوبر 2023
وزير الخارجية المغربي يقول هذا الصباح، بمؤتمر بالقاهرة قيل إنه لمناقشة "السلام في الشرق الأوسط": "ندعو المجتمع الدولي للعمل على وقف التصعيد وتجنب استهداف المدنيين"...هل من الضروري انتقال وزير بجلال قدره للقاهرة، لترديد هذه العبارة الماسخة، التي سئمناها لحد القرف...؟...كان المغرب في الماضي، قبلة المشاورات من كل جانب... عندما تشتد المحن في الشرق الأوسط مثلا، كان الأطراف يأتون للمغرب لطلب المشورة والتدخل...اليوم، بتنا نسيا منسيا...لا أحد يطلب رأينا...لا أحد يستشيرنا...لا أحد يعبرنا...ومع ذلك، لا يخجل البعض عندما يدعي أن "للمغرب إشعاع دولي كبير"...أو أن "للمغرب مكانة دولية محترمة"...نعم الإشعاع ونعم المكانة...
21 أكتوبر 2023
المغني الفرنسي إنريكو ماسياس، يطالب، بالمباشر الحي على قناة "إل. سي.إي" الفرنسية، ب"المسح الجسدي" لكل من لا يدين عملية "طوفان الأقصى"،...لا أحد تحرك لإعمال الدعوى العمومية ضده كونه يحرض على العنف...النائبة البرلمانية الفرنسية ذات البشرة السوداء، دانييل أوبونو، لم ترد إدانة حركة حماس، واعتبرتها حركة مقاومة...تحركت وزارة الداخلية لمتابعتها بتهمة التحريض على العنف والكراهية...لاعب الكرة "كريم بنزيما" يطارد من لدن وزير الداخلية الفرنسي، للاشتباه في علاقته بالإخوان المسلمين لمجرد أنه لم يدن ما وقع يوم 7 أكتوبر...ما الذي أصاب النخب الحاكمة في فرنسا؟ وما الذي أصاب إعلامها؟...أين تلك الحرية في الرأي والتعبير التي يتشدقون بها ليل نهار، ويسوقونها لنا باعتبارها النموذج والقدوة؟...