تتأتى الإسلاموفوبيا، في جزء كبير منها، من تمييز بنيوي ناتج عن تمثلات سلبية عن المسلمين وعن ديانتهم. يتجلى الأمر في لازمة الأحكام المسبقة، وفي تزايد مظاهر الميز ضد المسلمين في ممارسة طقوسهم وحقهم في التعبير عنها بالفضاءات العمومية. هناك ترسبات قائمة منذ زمن بعيد، لكنها تعمقت وتتعمق أكثر فأكثر بالمدرسة والجامعة والمقاولة والمستشفيات...لكنها تزداد تعمقا وتتمظهر بقوة في وسائل الإعلام المختلفة. إذ الإعلام، بكل روافده، المكتوب والرقمي، غالبا ما يؤجج المواقف وينفخ في النار، فيجعل من حالة عرضية، موقفا يحسب على المجموعة، على ثقافتها وعلى دينها.
تتطلع هذه الورقة للوقوف عند هذه النقطة بالتحديد، للنظر في إمكانية محاربة المسلمين للإسلاموفوبيا، من نفس الرافد الذي يؤججها ويشيعها بين مواطني البلدان الأخرى، أي الرافد الإعلامي: كيف للمسلمين أن يوظفوا طفرة الفضائيات والشبكات الرقمية، وباللغات المختلفة، لتقويض الأفكار النمطية والتبرؤ من الخطابات التكفيرية والمتطرفة؟ كيف لهم أن يصيغوا خطابا إعلاميا مقبولا، يستند على القيم المشتركة وعلى الوسطية والاعتدال في المقاربة والتحليل؟ ثم ما السبيل لاستنبات حوار جاد مع "الأطراف" التي تبدي قابلية لقبول الآخر، في تميزه واختلافه، مع ضمان الحد الأدنى من سبل العيش المشترك بينها...؟
Partage sur les réseaux sociaux