Aller au contenu principal

"حزب الله: إشكالية السياسة والمقاومة في مجتمع متنوع"(3/2)

عبد الغني عماد، مراصد 20، القاهرة، 2013، 84 ص.

أثير نقاش كبير حول الشكل التنظيمي لحزب الله وتسميته، لكن القرار استقر على اعتماد شكل تنظيمي هرمي، ينتسب له كل من يتبنى أهدافه ويلتزم بقراراته، وتتوافر فيه المواصفات الإيمانية والجهادية التي تؤهله لذلك، مع مراعاة المهام الحزبية المطلوبة، وعلى رأسها العمل المقاوم.

وقد نجح الحزب في توسيع قاعدته الجماهيرية، لا سيما في التجمعات الشيعية الرئيسية في البقاع، ثم في ضاحية بيروت والجنوب. إلا أن الحزب لم يكن له قائدا، "فالمشرفون على بنائه والمنضوون إلى لوائه، يعتبرون أنفسهم جزءا من الدولة الإسلامية التي يقودها الإمام الخميني، بحكم كونه الولي الفقيه".

لم يكن بمقدور إيران أن تدير الحزب من طهران، لذلك استعاضت على ذلك بإدارة الحزب انطلاقا من السفارة الإيرانية في سوريا، حيث كان يمثل الإمام الخميني في المجلس، حجة الإسلام علي أكبر محتشمي السفير الإيراني في دمشق.

في العام 1986، أعلن الحزب عن تشكيل "شورى الحزب"، وهو مجلس قيادي جماعي من سبعة، ثم ثمانية ثم إثنا عشر عضوا، أغلبيتهم من رجال الدين، وذلك بعد التعديلات المتتالية التي طرأت على النظام الداخلي. في العام 1989، انتخب أول أمين عام للحزب: الشيخ صبحي الطفيلي. في ماي 1991، تم اختيار السيد عباس الموسوي أمينا عاما. بعد اغتياله، انتخب السيد حسن نصر الله في منتصف ماي من العام 1993، بولايات متعددة حسب التعديلات التي أجريت على النظام الداخلي للحزب الذي استقر على خمس مجالس: نائب الأمين العام والمجلس السياسي والمجلس التنفيذي والمجلس القضائي والمجلس الجهادي. من مهام هذا الأخير مثلا، متابعة عمليات المقاومة ضد الاحتلال.

هذه البنية هي بنية مرنة، حالت دون تعثر عمل الحزب، وحالت أيضا دون شخصنة القيادة بداخله. إلا أن مركز الأمين العام وفتح الباب أمامه للترشح لولايات عدة، شوه هذه التجربة وعطل التداول الطبيعي للسلطة داخل الحزب. وهذا الأمر ساهم في "تحويل الأمين العام إلى رمز عمد الحزب إلى إحاطته بهالة كبيرة من التمجيد والتقدير، الأمر الذي يجعله عمليا فوق المساءلة والنقد، فكيف بالمنافسة داخل الحزب".

ويعتبر الأمين العام هو القائد العام للمقاومة. بالتالي، فهو يترأس أعمال المجلس الجهادي. أما أعضاؤه، فتبقى أسماؤهم سرية نظرا لطبيعة مهامهم واحتمال استهدافهم من لدن إسرائيل.

وقد أنشأ الحزب، بموازاة هذه البنية، هيئات كثيرة من قبيل هيئة التعبئة العامة والهيئات النسائية وكشافة الإمام المهدي والتعبئة التربوية والعشرات من التجمعات والاتحادات والهيئات، مهنية ونقابية وتخصصية.

بصلب كل ذلك، يعتبر التثقيف الديني أساسي داخل منظومة التعبئة والتنظيم بالحزب، وتؤدي الحوزات العلمية دورا كبيرا في ذلك. كما أن للحزب مؤسسات للضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، كما يقدم العشرات من المنح للطلاب، وله أذرع إعلامية متعددة، من قبيل قناة المنار وإذاعة النور وصوت المستضعفين وصوت الإيمان، والعديد من المجلات الثقافية والسياسية، فضلا عن العديد من المواقع على الإنترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي.

  

Vous pouvez partager ce contenu