تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"يوميات طوفان الأقصى" (52)

18 شتنبر 2024

إسرائيل تفجر أجهزة الاتصالات في وجه حامليها اللبنانيين، فتقتلهم بالعشرات، أو توقع بهم عاهات بالمئات...الكثير منا لم يفهم ما الذي جرى ويجري من الناحية التقنية الخالصة ...كيف تم التلغيم وكيف تم التفخيخ وكيف تم التفجير؟...أجهزة اتصالات لاسلكية تدعى البايجر، اقتنى منها لبنان كميات كبيرة من مدة... تم حشوها بمواد متفجرة من المصدر، أي من لدن الشركة المصدرة لها... من شبه المستحيل كشف هذه المتفجرات لدى أي فحص بالتقنيات المعمول بها، لأنها مادة مزروعة بتقنيات مركبة لخوارزميات خاصة...أما التفجير، فقد "نفذ عبر رسالة قصيرة للجهاز، بتكنولوجيا متطورة أيقظت المادة المخفية المتفجرة...لم تكن بطارية البايجر في ذاتها هي من أوجد الموجة الانفجارية، بل كانت مادة الليثيوم التي تغذي الجهاز عند استقبال الرسالة، هي المتسببة في التفجير"... بحدود 4 ثوان، بعد تلقي صوت الاتصال برسالة خطية، "تنفجر الأجهزة تلقائيا، سواء في وجه من فتحها أو من لم يفتحها..."...هل لنا أن نعتبر مما جرى ويجري؟...بكل تأكيد، لكن بعد أن نفهم...

19 شتنبر 2024

شركات الرقمنة الكبرى هي التي تصمم لنا شبكات وأجهزة وبرمجيات الاتصالات والمعلوميات وباقي المستجدات الألكترونية...هي التي تقوم على ربطنا ببعضنا البعض، وربط محيطنا بنا، فيما يسمى بإنترنيت الأشياء...لا نعرف بماذا تصممها، بأية مواد، بأية مكونات مدمجة وبأية مركبات...لا نعرف كيف تصمم برمجياتها ولا خوارزمياتها ولا التعليمات المضمنة بها...كنا في زمن ما ولا نزال، نخشى على معطياتنا الشخصية وحقنا في الحياة الخاصة...لكننا بتنا اليوم، وبعد ما عيناه بلبنان من يومين...نخشى على خلايانا وأجسادنا، وعلى أرواحنا أيضا...لقد بتنا تحت رحمة شركات لا يعنيها إلا الربح المطلق...لا تأتمر إلا بأوامر الجهة التي تقدم التمويلات أو الامتيازات أو تمنح التفضيلات، حتى وإن كان في ذلك خراب الأرض وهلاك بني البشر...قبل العالم فيما مضى وعلى مضض، أغذية محولة جينيا، فأقدم عليها مضطرا وهو يدرك أنها مصدر أمراض فتاكة شتى...اليوم، نحن مضطرون للقبول بسلع وخدمات ألكترونية أضحت سلامتنا الجسدية والنفسية بين أيدي صانعيها وواضعيها...عندما تعجز أمة ما على إنتاج غذائها وسلاحها ووسائل رفاهها...فاقرأ على مستقبلها السلام...

20 شتنبر 2024

هل باتت الحرب على غزة من الحروب المنسية؟... هذا ما يبدو عليه الأمر، بعد حوالي سنة من الإبادة...إذ عندما يطول مدى الحرب، أي حرب كانت، يمل الناس من متابعتها، ثم من الاهتمام بها، ثم من التعاطف مع ضحاياها...تأكد لإسرائيل ذلك، فحولت وجهتها شطر لبنان، حيث التهديد المباشر الحقيقي...إنها تريد أن تستفرد بكل بلد على حدة، حتى تستزفه فيستسلم لشروطها...تراهن، بدعم الأميركان، على أن تعيش في محيط هي الآمر الناهي فيه...وعلى الرغم من أنها لقيطة، فهي تريد أن تظهر بمظهر الأصيل...الاحتقان في منطقة الشرق الأوسط بات على أشده...هل تخفف من وطأته ترتيبات ما؟...أشك في ذلك...المنطقة مقبلة على حرب دون شك...إلى أي حد يمكن أن يصل مداها؟ ...الله أعلم...

نافذة "رأي في الشأن الجاري"

23 شتنبر 2024

يمكنكم مشاركة هذا المقال