24 يوليوز 2024
نتنياهو يخاطب الكونغرس الأميركي، ويخطب فيه ولكأنه رئيس الولايات المتحدة، وليس رئيس وزراء دولة أجنبية...النواب أنفسهم تعاملوا معه ولكأنه رئيس أميركي حقا وحقيقة...أرغد وأزبد وهدد...طلب من النواب أن يمدوه بالأدوات كي يكمل المهمة...مهمة محاربة الشر...ثم محاربة الوحشية في وجه التحضر...صفقوا له بحرارة عندما ربط أمن أميركا بأمن إسرائيل...وصفقوا أكثر عندما تباهى أمامهم بأن إسرائيل تحارب بالنيابة عنهم...ثم شكرهم كونهم كانوا ولا يزالون الحائط الذي يتكئ عليه ويحتمي به...هكذا قال بصريح العبارة...لم يتذكر أحد من كل هؤلاء، نوابا وحضورا، لم يتذكروا ال 40 ألف ضحية معظمهم من النساء والأطفال...ولم يتذكروا عشرات الآلاف من الجرحى والنازحين والميتمين...ولا مئات الآلاف من الجوعى والعطشى والمنكوبين...تغاضى عن التلميح لما يعانون، مجرد التلميح...ثم شكر للنواب دعمهم اللامشروط، ونزل من على المنصة منتشيا، نافخا ريشه، ضامنا لمزيد من أسلحة الدمار...ليكن...فالمقاومة تعرف أن أصل البلاء كامن في الأميركان...وأن إسرائيل تنفذ فقط...المقاومة تدرك جيدا مخططاتهم وما يرتبون له...لو لم تكن تدركها، ما أقدمت على 7 أكتوبر أصلا...لذلك، لم تكن بحاجة لخطاب نتنياهو ولا لتصفيقات أعضاء الكونغرس كي تتأكد منه...محاربة هؤلاء سالك باتجاه واحد...من يزيغ عنه، فهو هالك.
25 يوليوز 2024
النواب الأميركان استمعوا لنتنياهو وهو يخطب فيهم...صدقوه وهم متأكدون من أنه كاذب ومناور...هل رأيتم نواب أمة تدعي الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان، تصفق لرجل هم مقتنعون أنه مجرم حرب؟ هل رأيتم نواب أمة يقفون ويجلسون ترحيبا بكلام نابع من رجل كل الدنيا تشهد أنه أقدم على إبادة جماعية، لم تعرف الإنسانية نظيرا لها في التاريخ المعاصر؟ ...ومع ذلك، وأنا أتابع خطاب نتنياهو بالمباشر الحي البارحة، بدا لي في حركته وتموجات جسده، كالديك المذبوح...إنه يكابر ويتمنع في الاعتراف بأن كل خياراته استنفذت...استنفذت عن آخرها...وكلما أمعن في توسيع رقعة الحرب، ازداد منسوب غرقه في الوحل...إسرائيل قامت بالقوة...بالقوة ستزول...وعد من الله صادق... لا بد من الأخذ بأسبابه.
31 يوليوز 2024
عندما ذهب نتنياهو ليخطب في الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي، فهو لم يذهب لتبرير ما يقوم به من إبادة جماعية للفلسطينيين...إذ لا أحد يطالبه بالحساب...ذهب ليرتب للقادم من عمليات وليحصل على ما تحتاجه خططه المستقبلية من ذخيرة ومال وسلاح...قبل عودته من أميركا، بدأ تنفيذ ما رسم له... بذريعة واهية في الجولان، أقدم على ضرب الضاحية الجنوبية لبيروت، ليمر مباشرة لاغتيال إسماعيل هنية رحمه الله تعالى...والقادم أسوأ بكل تأكيد...نقولها للمرة المليون: إسرائيل أوهن بكثير من أن تقوم بكل ذلك، فهي عالقة في الوحل بغزة، ولا تجد سبيلا للخلاص منه...أميركا هي رأس الحية...هي الداء القاتل... هي العقل الذي يخطط ويدبر ويمول ويبرر...ثم هي التي تماطل حتى تكتمل المهمة...تحت هذا السقف، وتحته فقط، يمكن أن نبني على الشيء مقتضاه.
31 يوليوز 2024
"الكلمة للميدان"...هذا هو الذي يجب أن يكون...إسرائيل، ومن خلفها وبصفها أميركا، مرت للسرعة القصوى: اغتيال القيادات في المنافي، بعدما تعذر عليها اغتيال القادة الميدانيين...ليست إسرائيل هي من يغتال...خوارزميات الذكاء الاصطناعي وبرامج الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، المحملة بالصواريخ الموجهة، هي التي تغتال...إنها تكنولوجيا القتل، الجماعي والفردي على حد سواء...هذا ما أسميته في دراسة لي نشرتها من يومين بالحروب الناعمة القادمة...وهي تكنولوجيا مقدور عليها وبمتناول اليد...إذ بفضلها نستطيع نحن أيضا، ودون جهد كبير، استهدافهم حيثما وجدوا كما يستهدفوننا... بالتكنولوجيا ذاتها نغتالهم كما يغتالوننا، حتى إذا تساوينا في القوة الخشنة، يضطر المتضرر منا للاحتكام للقوة الناعمة...لي يقين قوي بأن إسرائيل، ومن خلفها أميركا، سيكونا أكبر المتضررين... ومن يدري، فقد تصل يد المقاومة يوما، لمفاتيح تشغيل شبكات الكهرباء والماء والمطارات والطائرات والموانئ وغيرها، فتحيدها من الخدمة تماما...وقد تصل المفاعلات النووية أيضا، فتفعل بها المفاعيل، فتخرجها عن طورها، وقد لا تتردد في قصفها عن بعد في حال اليأس.
نافذة "رأي في الشأن الجاري"
5 غشت 2024