02 أبريل 2024
الولايات المتحدة الأميركية توافق على إرسال أسلحة بمليارات الدولارات لإسرائيل، وضمنها الآلاف من القنابل...الخبر لم يعلنه الرئيس الأميركي، ولا وزير خارجيته...لا...أعلنه أرنب صغير، اعتلى المنصة الصحفية للبيت الأبيض، مزهوا بأذنيه، فرحا في قفزاته...يحيي الصحفيين فرحا منتشيا...إنه يؤذن بانطلاق الحملة على رفح، لتدمير ما فضل من قطاع غزة...الإدارة الأميركية هي التي تبيد الفلسطينيين، تنكل بهم أحياء وأمواتا، ثم تتهكم وتحتفي بذلك ...أميركا هي التي تخطط وتمول وتمد إسرائيل بالطائرات والقنابل وكل ما تحتاجه من ذخائر وأدوات تدمير...إنها الشيطان الأكبر بامتياز...من يسايرها أو يجاملها أو يغض الطرف عنها ولو بصمته العاجز، فهو شيطان مثلها.
03 أبريل 2024
عندما انبرى أصحاب العمائم واللحى للإفتاء بوجوب الجهاد بسوريا، كانوا يدركون أنهم يخدمون أجندات أكبر من الدين وأبعد ما تكون عن الجهاد...ومع ذلك، أقدموا على فعلتهم ...وجدوا الدعم وأغدقوا عليهم من الأموال وفتحت لهم الطرقات والمطارات للالتحاق بأرض الشام...دمروها وجلسوا على تلها وهم يعلمون أنهم كانوا جزءا من الجريمة...عندما انطلقت المحرقة في غزة، لم يدعوا للجهاد ولا طالبوا بالنفير العام...دخلوا الجحور كالجردان، لا بل منهم من أدان المقاومة وتحامل على المجاهدين المرابطين هناك، بدعاوى فجة شتى...إنهم يتلاعبون بفريضة الجهاد، ويبرعون في تحريف مضمونها...لا هم جاهدوا، ولا هم صمتوا وتركوا المجاهدين بالميدان في حالهم..."كتب عليكم القتال وهو كره لكم"، لا تعنيهم لأنها لم تنزل فيهم...نزلت في المؤمنين حصريا...أما هم فتصدق فيهم الآية الكريمة: "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم" (صدق الله العظيم).
04 أبريل 2024
أن يكتب المرء دفاعا عن المقاومة في غزة، في وجه همجية إسرائيل وأميركا، هو من باب أضعف الأيمان، لأننا لا نملك والحالة هذه، إلا الكلمات كي نسند المرابطين بالميدان، وننبئهم بأن لهم أهلا موزعين على الأرض، يحترقون مثلهم، لكنهم لا يملكون من بين أيديهم ولا من خلفهم، حيلة...ومع ذلك، فالبعض يسترخص فينا أن نتوجع أو نصرخ وإن بصوت منخفض ...فيعلق: "وأنت ما الذي قدمته غير الكلام العابر؟ أتعتبر انطباعاتك من خلف حاسوب مهترئ، في رقعة من الأرض بعيدة، عملا يعتد به أو إسهاما يقدم المقاومة هناك أو يؤخرها؟"...من القوم من يضعني ضمن علية القوم، فلا يرى فيما أكتب إلا درءا لعتاب أو رفعا لحرج أو ملئا لفراغ لا يهمه الوقت...يحز الأمر في النفس حد الألم، فأرد، وغالبا ما أرى فيه تجاوزا مقصودا لثنيي عما أنا فيه، فأتبرم عن الرد...يبدو لكل هؤلاء، كما لو أن باب الجهاد الذي نطالب به، فتح في وجهنا وتخلفنا عن الإيفاء بفريضته... أو لكأن ذات الباب هو وقف حصري على من يقاتل على خط النار، ولو أن من يقاتل هو الأولى بالقول، لأنه صاحب فعل أيضا...ومع ذلك، أقول لهؤلاء وأولئك: لا تظلموا الناس...لا تبخسوها حقها ولا تنشروا العدم...لو اجتمعت الكلمات على قلب قلم واحد، لوقفت سدا منيعا في وجه موزعي الشر، ناشري اليأس...الصامتين على المنكر.
05 أبريل 2024
يوم القدس العالمي...هو اليوم الذي أعلنه الإمام الخميني رحمه الله، في أعقاب انتصار الثورة الإسلامية في العام 1979، وتحويل سفارة إسرائيل بطهران إلى عاصمة لدولة فلسطين...لا يمكن أن ينكر فضل إيران على المقاومة في فلسطين وفي القدس، إلا جاحد أو ناكر جميل أو قليل الأصل...أو من يضرب الأخماس في الأسداس، كي يشيطنها، فيرميها بالانتهازية ويجعل منها عدوا للأمة...أية أمة هذه التي يتحدث عنها بعض قصيري النظر، وقد باتت معظم بلدانها بصف إسرائيل والأميركان، سرا وعلانية، تستعجل تدمير غزة ولا تخجل من الدعوة إلى الإجهاز على المقاومة ؟...أية أمة هذه التي لم تقدم إلا البلاغات الكاذبة والتصريحات المنافقة، في الوقت الذي كانت إيران ولا تزال، تقدم المال والسلاح والخبرة، ولا تخجل من إعلانها الصريح دعم محور المقاومة عتادا وعدة، حتى وإن كلفها ذلك ضرب أراضيها، واستهداف منشآتها، دع عنك ما تعرضت له من عقوبات ومضايقات...أية أمة هذه التي يشنفون بها أسماعنا ليل نهار، وهي التي ما فتئت دولها تطبع أو تتهيأ للتطبيع مع عدو، الشيطان الرجيم نفسه يستحيي من مباركة أفعاله...عندما يحين زمن جرد الحساب، سندرك كم كان بصرنا قصير وبصيرتنا أقصر، كوننا عادينا الصديق واتخذنا من العدو اللئيم وليا حميدا.
نافذة "رأي في الشأن الجاري"
01 أبريل 2024