20 مارس 2024
في حرب ال 2006 مع لبنان، تأكد لإسرائيل أنها لا تستطيع المبادرة في الهجوم كما عمدت أن تفعل من ذي قبل، فباتت من حينه مردوعة ومحجمة...في طوفان الأقصى، تأكد لها أنها لم تعد مردوعة فحسب، بل غير قادرة للدفاع عن نفسها...إسرائيل في غزة تجر ذيول هزيمة 7 أكتوبر، لكنها لا تستطيع أن تعترف...تريد أن تخرج من جحيم حرب عصابات منظمة بغزة، لكنها لا تستطيع أن تخرج إلا نظير بذرة نصر تسوقها لجمهور مل الحرب...الأميركان أنفسهم يدركون ذلك، لأنهم متأكدون منه...لكنهم لا يستطيعون وقف إطلاق النار إلا مقابل نصر ما، ولو بعض من نصر يحفظ ماء وجههم ووجه "الجيش الذي لا يقهر"...محور المقاومة مصر على عدم منح إسرائيل والأميركان هذا المنفذ أيا تكن التكلفة...إنه يحرمهم من سبل التقدم، ويتمنع في منحهم سبل التراجع...يتركهم معلقين بين أمل كاذب ورجاء لن يأتي.
25 مارس 2024
إسرائيل تتهم الأمم المتحدة وأمينها العام بمعاداة السامية ودعم الإرهاب...معاداة السامية؟ أية سامية هذه التي تود إسكات الجميع عن سلوك دولة تعبث بالعالم، كل العالم، ولا تعير قيمة لا لقانون ولا لأخلاق ولا لنفس بشرية؟...إسرائيل دولة لقيطة بكل المقاييس...أنشأها الإنجليز، ودعمها الأميركان من حينه، لجمع اليهود بمكان بعيد، تخلصا منهم، واتقاء لشرهم ومكرهم وخبثهم ونفاقهم...هؤلاء قوم لا يؤتمنون، ومن ائتمنهم فهو منهم...إنهم سبب كل المصائب، إذ حيثما كانت ثمة مصيبة، ستجد أحدا من هؤلاء الحثالات خلفها.
25 مارس 2024
اعتمد مجلس الأمن قرارا لوقف إطلاق النار بغزة، أي لوقف العدوان الوحشي الذي تشنه حثالات البشر على شعب أعزل...امتنع الأميركان عن التصويت، ولم يعمدوا إلى استعمال الفيتو هذه المرة...بدأوا يشعرون بالخجل من استعماله، مع أنهم عودونا على ألا يبدوا أدنى تحرج عندما يتعلق الأمر بدعم الاحتلال...ومع أن القرار صادر عن مجلس الأمن، وبات جزءا من القانون الدولي الواجب الإنفاذ، فإن الأميركان اعتبروه قرارا غير ملزم...نعم، غير ملزم لإسرائيل...ووعدونا أن خبراءهم في القانون الدولي سيفسرون لنا معنى ذلك فيما بعد...مجلس الأمن هو مجلس للأميركان، إذا أرادوا لقرار أن يسري، سرى دون موافقة باقي "الشلة"، وإن أرادوه أن يبقى معلقا، يبقى كذلك، حتى وإن احتجت عليه "الشلة...ما معنى هذا؟ معناه أن إسرائيل والأميركان في ورطة حقيقية...استدرجتهم المقاومة لدخول غزة، فحولتها تحت أقدامهم إلى مستنقع، كلما أراد الجنود التخلص من وحله، ازداد الوحل في التمكن منهم...هؤلاء لم يدركوا بعد أنه خلف المقاومة حلف فعال...لا يتكلم كثيرا ولا يرغد ولا يزبد...يدع الميدان يتكلم بالنيابة عنه.
26 مارس 2024
الزحف على رفح...هذا ما تهدد به إسرائيل وتلوح...إنه الهدف الأخير الذي سيضمن لعصابة الحرب "نصرها المطلق على حماس"...لا يمانع الأميركان في ذلك، لكنهم يدعون خشيتهم من استهداف المدنيين، ولكأنهم خشوا على عشرات الآلاف الذين أبادوهم بدم بارد في باقي القطاع ولا تزال رحى الإبادة الجماعية تدور لحد الساعة...الأميركان يريدون للعملية أن تتم وفق خطة "دقيقة" تستأصل فيها المقاومة دون مس بالمدنيين...هذا هراء ودليل قلة حيلة...إنهم يدركون أن المقاومة برفح قد أعدت لهم العدة كما أعدتها في شمال القطاع ووسطه...هم متأكدون من أنها تشتغل فوق الأرض بين الناس بالكمائن المحكمة، وتحت الأرض بين أنفاق يعلم الله وحده كيف شيدت وإلى أي حد يصل مداها ...التوغل في رفح هو استمرار التوغل في وحل المستنقع...هم يهددون بالزحف عليها من باب تشديد الضغط على المقاومة لتسلم لهم الأسرى...لو كانوا متيقنين حقا من أن دخول رفح أمر مقدور عليه بحسابات الربح والتكلفة، ما ترددوا في الإقدام عليه من مدة بعيدة...ومع ذلك، فنحن ننتظر هذا الزحف المنتظر، على الأقل لنرى تباشير هذا النصر "المطلق" الذي يتشدقون به.
نافذة "رأي في الشأن الجاري"
18 مارس 2024