تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"يوميات طوفان الأقصى" (21)

14 فبراير 2024

عندما اندلعت الأحداث في سوريا في العام 2013، انعقد بالقاهرة في العام نفسه، مؤتمر "موقف علماء الأمة من القضية السورية"، حضره ممثلو أكثر من 76 رابطة ومنظمة إسلامية...ناقشوا وحللوا واستقروا على "وجوب النفرة والجهاد لنصرة سوريا بالنفس والمال والسلاح"...واعتبروا أن "ما يجري في أرض الشام من حزب الله وإيران وروسيا والصين، المعاونين للرئيس السوري بشار الأسد، هو إعلان حرب على الإسلام والمسلمين"...بعضهم ذهب حد تبرير التدخل الخارجي لإزاحة الرئيس بشار الأسد، بدعوى أن "القوى الأجنبية أدوات سخرها الله للانتقام"...كلام كتب له أن يقال، فقيل...بيد أنني أتساءل: "أين ذهب كل هؤلاء من الأحداث في غزة؟ لماذا لم يعلنوا النفير ولا أفتوا بوجوب الجهاد؟"...أبشار الأسد أفضل حظا وأكبر مقاما من المسجد الأقصى، كي يكون مادة اهتمام "علماء الأمة" وفتاواهم؟ وأتساءل أيضا: "من أطلق عليهم علماء الأمة؟"...أليسوا في معظمهم "علماء السلطان"، حيثما ما مال يميلون معه؟

15 فبراير 2024

يقال إن ثمة مغاربة ضمن أسرى المقاومة في فلسطين المحتلة، في غزة على وجه التحديد...ويطالبون المغرب بالتدخل ل"فك أسرهم"...هم إسرائيليون خالصون، روحا وقالبا... لا تربطهم بالمغرب، إلا الجنسية التي لم تسقط عنهم، أو عن آبائهم، فورثوهم إياها...ما سوى ذلك، فهم ليسوا مغاربة بالمرة، من منظور أنهم لم يلمسوا في غالبيتهم العظمى، أرض المغرب أو رأوا سماءه أو استنشقوا هواءه، أو خبروا ثقافته وقيمه...لدي قناعة تامة، أنهم هم أيضا متعصبون لإسرائيل وقد يكونوا صهاينة، لا يروا في الفلسطينيين، والعرب أجمعين، إلا "حيوانات"، أو خدم أو أعداء متأصلين...لن أتردد هنا في الاعتراف بأنني براء من تلك "التمغربيت" التي يضفيها عليهم البعض...لو كانوا مغاربة حقا، وفي عروقهم ذرة "تمغربيت" كما يزعم البعض، ما اختاروا على المغرب "وطنا بديلا"...ولذلك، فلا علاقة للمغرب بهم حتى يترافع عنهم، لا أحرارا ولا أسرى..."يشوفو مع المقاومة"...

17 فبراير 2024

أميركا تستعد لتزويد إسرائيل بدفعة أخرى من الأسلحة المتطورة، تشمل قنابل وذخائر ومعدات ذات قوة تدميرية هائلة...وتستعد أيضا لتزويدها بعشرات المقاتلات من نوع "إف-35" و"إف-15" ومروحيات أباتشي...يقال إن إسرائيل حصلت منذ بداية الحرب على غزة، على أكثر من 230 طائرة شحن و 20 سفينة محملة بمختلف أنواع الأسلحة...إسرائيل ترتب للحرب على رفح والرئيس الأميركي لا يمانع...إنه الوحيد في العالم الذي لا يقبل بوقف إطلاق النار، فيما العديد من رؤساء الدول لينوا مواقفهم، بعدما تجاوزت إسرائيل الحد الأدنى من الحس الإنساني السليم...إنه مع الحملة على رفح، لكن بشرط: "لا يجب أن تستمر من دون خطة ذات مصداقية لضمان عدم تعرض الأشخاص هناك للأذى...إنهم مكشوفون وضعفاء وبحاجة إلى حماية" (انتهى الاقتباس) ...مكشوفون وضعفاء وبحاجة إلى حماية؟...لعنات الله عليك حيثما وليت وجهك.

18 فبراير 2024

سيجتمع مجلس الأمن بعد بضع ساعات، للبث في مشروع قرار لوقف إطلاق النار بغزة، بناء على قرار محكمة لاهاي...لوقف العدوان، كي نكون أكثر دقة...الأميركان لوحوا باستعمال الفيتو ضد تمرير المشروع، قبل عرضه...ليس لأن إسرائيل هي من طلب...لا...لأن الإدارة الأميركية هي من اتخذ القرار...قلتها منذ اليوم: المقاومة في غزة لا تحارب إسرائيل...إنها تحارب أميركا...أميركا هي التي تحاربنا، فيما إسرائيل هي مجرد واجهة...إذا كنا واعين بهذه الحقيقة، فتلك مصيبة...وإذا لم نعها بعد، فالمصيبة أعظم.

20 فبراير 2024

جنوب إفريقيا ترفع دعوى إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل وأميركا في حق الفلسطينيين...الجزائر تقدم مشروع قانون لوقف إطلاق النار لحقن ما تبقى من دماء الفلسطينيين في غزة...لم تلتزم إسرائيل بقرار محكمة لاهاي، فيما وقف الفيتو الأمريكي في وجه المشروع الجزائري...بالحالتين معا، سجل البلدان معا حضورا دوليا كبيرا، وظهرا أمام العالم بوجه مشرف...لم يقدم المغرب شيئا وغريماه في وحدته الترابية يصولان ويجولان في المحافل الدولية...لا شيء بالمرة، لا علانية ولا في السر، لا فعلا ولا قولا...اللهم إلا "خبراء" مكرشين يتقزز المرء من سماعهم أو النظر إليهم، وبيانات ماسخة تصدرها وزارة الشؤون الخارجية بين الفينة والأخرى لرفع ما فضل من حرج ...إنه مفعول التطبيع الذي جرى في العروق بسرعة فائقة، وإلا لكان لنا رأي ولربما أثر فيما يجري.

يمكنكم مشاركة هذا المقال